Pages

Thursday, April 7, 2011

كم هي دامية هذه السخرية


 حكايات حنكشتيكا الساخرة
الحلقة رقم: 10
جنين 
سعيد الغزالي



أي سخرية دامية أثاره هذا القتل


قتل جوليانو مير- خميس
بالرصاص
في موته عنفوان الحياة وسخرية المأساة
الذين قتلوه يكرهونه
كان يحبهم حتى الموت
لا يكفي فقط أن نذكر جوليانو مير ونذرف دمعة حزن.
إنه أكبر من الدمعة، إنه كبير القلب
لا يكفي أن نذكر امه آرنا، ونذرف دمعة حزن
إنها أكبر من الدمعة، إنها كبيرة القلب
ماتت آرنا قبل ابنها بـ 12 عاما... وشاهدناه في فيلم "أولاد آرنا" ينحني على جثمانها في التابوت، فمن سينحني على جثمانه في التابوت؟
لا يكفي أن نقول كلمة رثاء له، يجب أن يكون الكلام قويا وصاخبا ومندفعا كالحياة نفسها، وكمسرح الأطفال الذي أسسته أُمه في مخيم جنين، كانت تصورهم بوجود ابنها وتعيش معهم حياتهم في المخيم لحظة بلحظة دون أن يحسوا بوجود الكاميرا.
كان جوليانو يعيش في المخيم ويصور الواقع كما هو بزخمه وعنفوانه، بحقيقته وجنونه، وكم كان هذا الواقع الذي يعيشه الناس في جنين خياليا ومجنونا وصاخبا ومأساويا في كافكاويته.
لا يكفي فقط أن نذكر جوليانو، وندين الذين قتلوه بالرصاص
لا يهم أن يكون أبوه صليبا خميس فلسطينيا مسيحيا من الناصرة
لا يهم أن تكون أمه آرنا مير يهودية ومناضلة من أجل الحرية
وقفت آرنا على جانب الطريق تحمّس السائقين الفلسطينيين لكي يسرعوا ولا يكترثوا للجنود الاسرائيليين. أي قوة وأي اندفاع للمرأة التي نلاحظ من شبه صلعها انها ليست في تمام صحتها وأن شبه الصلع هذا يستدعي فورا العلاج الكيماوي.
دخلت المرأة المصابة بالسرطان المسرح في المخيم متلفعة بالكوفية الفلسطينية، ولما نزعتها عن رأسها ظهر شبه صلعها، وألقت خطابا عن الحرية، بالعربية التي لا تخفي لكنتها اليهودية، كان رأسُها مغطىً بشعر كثيف،مرفوعٍ على شكل ذيل حصان قبل مرضها.
أين الكاميرا لتحكي حكاية الرصاص الذي انصب على جسد جوليانو معه لحظة عيشه موته، فموته بالرصاص كان برهانا على حياته المتمردة، وحياته كانت امتدادا لحياة آرنا ؟
لا بد لنا أن نقول أن موته كان فانتازيا ساخرة من صخب حياة أرنا وابنها. إنها فانتازيا تتعدى الفن والسياسة إنها فانتازيا الإلتزام بالإنسان.

أطلق مسلحون مقنعون النار على الممثل والمخرج السينمائي الذي كان يعمل في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية بينما كان في سيارته على بعد أمتار من مسرحه وكان يحمل طفله، يوم الإثنين الرابع من إبريل عام 2011
وصف جوليانو المخيم المحاصر بأنه يعكس "عقلية الجيتو وثقافة الدكتاتورية" التي ترعرعت تحت الإحتلال الإسرائيلي في حديث له وزعته وكالة رويترز.

0 comments:

Post a Comment