Pages

Sunday, April 10, 2011

قصيدة اليوم: قصر فرعون

هذه هي القصيدة الثانية قصر فرعون من مجموعة قصائد "الثورات العربية"، وهي استمرار للقصيدة الأولى "طيور الرخ". أقوم بنشرها كلما تمكنت من كتابتها، وهي كحكايات حنكشتيكا الساخرة، تروي حكايات الثورة في العالم العربي شعرا.
في هذه القصيدة تعرض قصر فرعون لهزة شديدة، وسُجلتْ شدتُها على مقياس ريختر، لكن فرعون لم يعترف بذلك وكان أعمى وأبكم وأصم ككل الفراعنة السابقين واللاحقين.

قفا وتبصرا وأسمعاني صيحتها
ماذا جرى في قصر فرعونَ العريق؟
قصرُ فرعونَ تعرض لزلزال شديد على مقياس "ريختر"
ولا يرقى الشكُ إلى أن مقياسَ "ريخترَ" مقياس ٌدقيق
طيورُ الرخ تجيد قراءتَه
زعمت الطيورُ أن زلزالا أطاح بالقصر
ولم يترك من صرحه إلا بَعَرَ إبله
تهاوى الصرحُ من علوٍ لامسَ الثُريا وصار أطلالا  
واحتواه غيهبُ الصمتِ الرهيبْ
ويوماً وقفتُ على بابه المهدوم كـ "ناقف حنظل"
إيه  مقياسُ "ريختر" صَدَقَ مقياسُك
 كنتَ يا مقياسُ "ريختر" قد نشرت أرقاما مخيفة
عن فراعنةٍ ملكوا وامتلكوا ارض "انتفاض" بحرًا احمرَ
بحرا أبيضَ
بحرا له إسمان
ملكوا وامتلكوا محيطين وقفارا لا حد لها
وشموسا ساطعة صيفَ شتاءْ في مملكة الخوف
ملكوا وامتلكوا مدناً باهرةً وحضارة
إيه يا مقياس ريختر
ومثلُك فعلت الـ "ويكيليكس"
كلاكما كشفتُما المستورَ من القول والفعل
وكلاكما حذرتُما فراعينَ عبسٍ وذبيانَ
وأهل مِدينَ وأحفادَ عادٍ وثمود
وفعلتما كما فعل شعراءُ السموطِ السبعةَ المعلقاتِ
ولكن فراعنةَ عصرنا كالفراعنة السابقين كانوا عميا صما بكما بُلداءَ
لم يعيروا انتباها لمقياس "ريختر"
قفا وتبصرا وأسمعاني صيحةَ طيورِ الرُخ
من يطحن الناس ُيطحنُ
ومن يَظلمُ الناس لا أبا لك يُظلمُ   
كان خبرالزلزال مبتسرا لم يشف غليلي
ركبت ناقتي ويممت شطرَ قصرِ فرعونَ
هناك رأيت المنايا تخبط خبط عشواء عن اليمين والشمال
قفا وتبصرا وأسمعاني صيحَتها
أخبراني بمصير الأرآم
هل طار الحمام أم طحنته أنيابُ الزلزال؟
أحيٌ فرعونُ أم أنه من الوجود زال؟
أحالم أنا؟
لا أتذكر أنني تناولت حبوبَ هلوسةٍ
أيه مقياس "ريختر"
ما أسخفَ ما زعم الطاغية
أحبوبُ هلوسةٍ أم فجوره تلك التي فجرت في أرض انتفاض أم الزلازل!
 قد أذكر يوما من أيام شبابي
وكان نظري ثاقبا كنظرة صقر ... كان سمعي حديدا
أذكر أنني رأيت طيورَ الرُخِ تتمرنُ على قراءةِ مقياسِ "ريختر"
بكى صاحبيَّ لما أيقنا أن قصرَ فرعونَ ما انفك قائما  
هدوءٌ جثم على القصر العريق
في ساحته قطٌ نائمْ
فرعونُ كأبي الهولِ ما فتىء على عرشه جاثما
الناسُ في المدينة يَغطون في نومٍ عميق
لم يحفلوا بطيورالرخ ومقياس "ريختر"
كانوا يحلمون بعصافيرَ زُرقْ وبحرٍ أزرقَ وسماءٍ زرقاءَ
حراس القصرِ يحلمون بزيادةٍ دسمةٍ في الأعطيات
ونساءٍ فارساتٍ على صهوات خيولٍ مُطَهمات
يأتين من فضاء بعيد

0 comments:

Post a Comment