Pages

Wednesday, April 27, 2011

تعميم سري وهام صادر عن نادي الوطخائنية العالمية ومقره واشنطن


حكايات حنكشتيكا الساخرة
حلقة رقم 26
سعيد الغزالي- القدس المحتلة
S_ghazali2000@hotmail.com
أصدرت مؤخرا الهيئة الإدارية العليا لنادي الوطخائنية العالمية، الذي يتخد من واشنطن مقرا رئيسا له، ويشرف على إدارة فروعه في جميع عواصم العالم، تعميما سريا وزع على جميع الأمناء العامين للفروع.
ويلزم التعميم الذي حصلنا على نسخة منه سربت لنا عن طريق أحد المرشحين لأمانة جامعة الدول العربية، الامناء العامين في فروع النادي، وخاصة أمين عام فرع النادي في مصر، المتمثل في رئيس المجلس العسكري الأعلى، بان يعملوا في هذة الفترة التاريخية المفصلية، على احتواء الثورات العربية، وخصوصا ثورة مصر.
واقترحت هيئة النادي على رئيس المجلس العسكري أن يشكل هيئات ولجان وجمعيات، وأن يفتح قنوات اتصال مع شباب الثورة، والشخصيات الفاعلة في المجتمع المصري، واقترحت دفع ميزانيات مالية لتغطية النفقات من أجل العمل الدؤوب على إبراز زعيم  مصري يتمتع بالمؤهلات المذكورة أدناه ليرشح نفسه للإنتخابات الرئاسية الجديدة في مصر.
وذكرت الهيئة في تعميمها أنه ليس المطلوب من الزعيم المؤهل لأن يصبح الرئيس المصري أن يكون مرتبطا بوضوح بالسياسات المعروفة لهيئة النادي، وذلك خشية أن يفتضح أمره أمام الشعب، فيفقد مصداقيته، ويخسر الانتخابات.
أكدت الهيئة في تعميمها السري أن شكل العلاقة بين النادي ورؤوساء الفروع قد تغير، وأن الهيئة تدرس تغيير سياساتها السابقة، وخصوصا تلك المتعلقة بإسرائيل، بحيث يصبح لرؤساء الفروع صلاحيات إقامة علاقات ندية مع إسرائيل، دون أن تهدد أمنها واستقرارها، وبشرط أن تحفظ وتصان مصالح الهيئة الاقتصادية في المنطقة.
ذكرت الهيئة في التعميم أنه في حال وجود هذا الزعيم وتمتعه بالمواصفات المطلوبة والتثبت من قدرته على القيام بالمهمات الخاصة، سيلقى الدعم المطلوب من قبل النادي، للمشاركة في الانتخابات، وسترسل له المساعدات المالية واللوجستية الضرورية، لإنجاح حملته الانتخابية، وسيجند الإعلام العالمي والمحلي في خدمته، وفي حال نجاحه في الانتخابات، تعمم تقنية صنع زعيم وطخائني على جميع الأقطار العربية.
والوطخائنية كلمة مركبة من كلمتي وطني وخائن. وهي اختراع جديد يزعم حنكشتيكا أنه مخترعه، بعد أن سار على نهج أسلافه المدمجين الذين اخترعوا كلمة الجملوكية المركبة من كلمتي الجمهورية والملكية.  
ولمن يشكك بوجود هذا النادي العالمي المختص بالفكر الوطخائني، نوجه له الأسئلة التالية: كم عدد الزعماء العرب الذين كان لهم أجندة وطنية، تخدم مصالح شعوبهم؟
كم عدد الزعماء الذين نجحوا في الخروج من تحت النظام العالمي؟
وكم عدد الزعماء الذين نجحوا في الدفاع عن القضايا الوطنية؟
وكم عدد هؤلاء الذين خدموا القضية الفلسطينية، ولم "يبعبعصوها"؟
والاسئلة كثيرة، وتتناول السياسة والاقتصاد والتنمية المجتمعية، ومساواة المرأة بالرجل، والأمية، والثقافة، والحرية والعدالة والقضاء والصحافة الحرة وحرية الرأي والتعبير وحرية التظاهر.
 والإجابة على جميع هذه الاسئلة:لا أحد. لا أحد مستثنى. كلهم كانوا أعضاء في النادي الدولي للوطخائنية. والزعماء المستبدون القومجيون أولهم، الذين يلوكون شعارات القومية، مثل الرئيس السوري بشار الأسد والزعيم الليبي معمر القذافي، والرئيس اليمني علي عبدالله صالح، كلهم وطخائنيون، لا يخدمون إلا فكرة استبدادهم، وهم يتعاملون بالباطن مع الهيئة.
وكما كان زعماء الإنجازات الصورية والأنظمة الورقية خونة يضعون أقنعة وطنية على وجوههم لإخفاء ملامحهم الخائنة، فالمطلوب من الزعامات الثورية القادمة أن تسير على نفس الدرب القديم الذي سلكه الزعماء السابقين، وتصبح منجزات الثورات في خبر كان، وتيتي تيتي متل ما رحت جيتي.
وقد يجادل البعض بأنه لا تجتمع الوطنية بالخيانة معا، على صعيد واحد، فإما أن يكون المرء خائنا، وإما أن يكون وطنيا، ولا يمكنه أن يلعب على الحبلين في الوقت ذاته، ولكن الرئيس أو الملك في الوطن العربي، حتى يتمكن من إطاله عمره على كرسي الرئاسة، أو عرش الملكية، لا بد أن يكون وطخائني المبدأ والمنهج، وأن تكون مواقفه تجاه قضايا الأمة وطخائنية.  
لقد ولى العهد الذي كان يعدم أو يسحل الملوك والرؤساء الذين اتهموا بارتباطهم بالأعداء، فمن كان وطنيا سكر زيادة مات بالسم، أو الإغتيال أو الشنق، وتعرضت بلاده للإحتلال، ومن كان خائنا، يصبح شخصا واقعيا، أي يستطيع أن يتنازل عن حقوق البلاد، ويرهن سياستها، واقتصادها ومصيرها بالقوى الأجنبية، بحجة أنه واقعي يتساير أو يواكب السياسة الدولية، وتتطور واقعيته وتصبح ضرورة وطنية، وهكذا يجمع الزعيم العربي بين الوطنية والخيانة، بسهولة.
بمرورالزمن تطابق مفهوم الوطنية بمفهوم الخيانة، واختلط الأمر على الناس، ففقدوا البوصلة أو الأداة التي تميز بين الوطني والخياني، أي أن الوطني هو الخائن، والخائن هو وطني، وأن من يخون وطنه، يعتبر وطنيا، ومن لا يخونه، يدخل قائمة  الخائنين.
والوطخانئي يجمع بين العناصر المختلفة فيخلطها، كأن يمزج الأبيض بالأسود، فيصبح اللون رماديا، والرمادي يدعي أن فيه صفة البياض وصفة السواد، ولا يحسم أبدا في أمر سواده أو بياضه.
والوطخائني له دور مميز في زمن الحراك الثوري الذي يجتاح المنطقة، بل إن هيئة النادي تبدي اهتماما بالشخصيات الوطخائنية، فتحضنها وتدعمها، لتؤهلها لقيادة المرحلة المقبلة والحد من ثورية الحراك وتحويله إلى مسار آخر. ويعتقد منظروا الوطخائنية الدولية أن الزعيم الوطخائني هو الشخص الوحيد القادر على سرقة الثورة وحرفها عن مسارها، دون أن يفقد مصداقيته الوطنية لدى الشعب وأعداء الشعب.
والزعيم الوطخائني هو الأقدر على ان يصبح رئيسا لأكبر دولة عربية، هي مصر، لما يتمتع به من قدرة على الظهور بمظهر الزعيم الحريص على المصالح العليا والمؤهل لقيادة دفة السفينة في بحر السياسة الدولية ذات الأنواء الدائمة التغير.
المؤهلات والمهمات المطلوب:
1-   أن يكون الشخص المرشح لرئاسة مصر وطخائني العقيدة والمنهج.
2-   أن يلتزم سرا بتعهد مكتوب تحتفظ به الهيئة في أدراجها بكافة المعاهدات والاتفاقيات السابقة السياسية والإقتصادية وأن يحافظ على "علاقات الإخوة" مع الأقطار العربية الشقيقة، وأن يكون ممثله في رئاسة جامعة الدول العربية هادئا منضبطا وملتزما بسياساتها السابقة وطرقها وأساليبها ومواقفها في الجبن والعجز والتدليس، فلا يقودها إلى المشاكسة والاستبسال في الدفاع عن المصالح العربية العليا، ويفضل ممن له أصول وطخائنية، ولكنها غير واضحة للملأ. يتميز بتقلبه وتذبذبه في السياسة ولا يعرف له ظهر من بطن.  
3-    أن يكون مواليا للمجلس العسكري الأعلى ويستمد سلطاته وصلاحياته العلنية والسرية منه، ولا صوت يعلو على صوت المجلس العسكري، لأنه في مصر هو الرب الأعلى، وعلى الجميع، بما فيهم الشعب الثائر أن يقدم فروض الطاعة وواجبات الإنصياع له.
4-    أن يكون قادرا على أن يشخصن الشعب وقضاياه بشخصه، كما فعل السابقون من الرؤساء، فيصبح هو الشعب وقائدة، ولكن عليه أن يكون حذرا فلا يردد نفس العبارات والشعارات التي كان يرددها الرئيس السابق المخلوع. يجب أن يبدأ كلامه دائما بديباجة الإشادة بالثورة والثوار، والترحم على أرواح الشهداء، وإدانة ما فعله الرئيس السابق بشعبه، دون أن يخرج كلامه ولا أفعاله عن الأفكار والمواقف المهندسة له من قبل جهات استخبارية عالمية.
5-    عليه أن يعمل على تخفيض نسبة الفساد من مائة بالمائة إلى ثمانين بالمائة، على أن توزع الغنائم على قطاع أوسع من المنتفعين، وينال الشعب المسحوق بعض الفتات، بشرط إبقاء نواة صلبة من رجال الأعمال الكبار، وهؤلاء بأيديهم المال والقوة والحل والربط في شؤون الدولة.
6-    لا يسمح للزعيم الوطخائني أن يقوم بانتهاك حقوق الإنسان واستخدام القوة وتشجيع الإنفلات الأمني إلا بحدود وقيود وتحت رقابة هيئة مختصة، وذلك تحاشيا من إثارة غضبة الشعب، الذي يجب التعامل معه بقفازات من حرير كبديل عن القبضة الحديدية.
7-   أن يكون محنكا، فيكسب إلى صفه شباب الثورة أو بعضهم، ليمنعهم من دعوة الشعب إلى التوجه إلى ميدان التحرير.
8-    ومن مهماته إعادة تأهيل الشبيحة والبلطجية الذين كانوا أعضاء في حزب الرئيس السابق ليعملوا في مؤسسات المجتمع المدني.
9-    ومن مهماته أن يمنع أجهزة الأمن من ممارسة التعذيب والتغييب والقتل خارج القانون.
10-                    ومن مهماته تخفيض نسبة الارامل والايتام والعاطلين عن العمل في المجتمع المصري بـ 1  بالمائة ثم نفخها لتصبح أكبر انجاز من إنجازات الثورة.
من المؤكد أن إعلانا كهذا لم يصدر حتى هذه اللحظة عن أي جهاز مخابرات عالمي، أو محلي. وأجزم أننا لن نقرأ إعلانا باسم المدرسة الوطخائنية العالمية، ولكن من يريد أن يقرأ مواصفات الرئيس الجديد الواردة في أحاديث الشخصيات السياسية والأمنية خلال الإجتماعات التي تعقد بعيدا عن عدسات التلفزة، وداخل المكاتب المغلقة والكواليس المعتمة،  سيتأكد له أن المطلوب هو إعادة انتاج رئيس وطخائني، لا يخرج عن النهج القديم.



.     


0 comments:

Post a Comment