Pages

Sunday, April 17, 2011

الحمار الذي يتفوق على المواطن


يتميز حمار حنكتشتيكا عن صاحبة بقدرته على رؤية مشهدين مختلفين في نفس الوقت، فهو يرى على الشمال منظر حديقة عامة فيها ناس يجلسون على كراس خشبية ومراجيح وأولاد يلعبون ويقفزون، ومنظرا آخر على اليمين فيه رجال يسيرون، أحدهم يحمل خبزا، وأولاد يتسكعون وامرأة جميلة وعلى وجهها امائر الحزن ظاهرة.
بينما حنكشتيكا الذي ينتمي إلى الجنس البشري يرى منظرا واحدا، وعليه أن يلتفت إلى الجانب الآخر من الشارع ليرى المنظر الثاني، وفي نظره إلى جانب دون آخر، وتحوله عن المنظر الأول إلى الثاني،أو بالعكس، يفقد قدرته على متابعة المتغيرات في المنظرين.
حتى هذه اللحظة لاشي غير عادي.
يرى الحمار المنظرين المختلفين ولا يحللهما.
كان المواطن العربي حتى ما قبل اندلاع الثورات الشعبية العربية، يرى منظرا واحدا ويحلل، يلاحظ أن المرأة حزينة ويتساءل: لماذا هي حزينة؟ ولا يبحث عن إجابة. فإن تحرى أسباب حزنها، ووجد أن كشفها قد يقوده إلى التهلكة، فإنه يصمت، ويمضي في حال سبيله.
في هذه الحالة يتفوق الحمار على المواطن  الصامت، لأن الأول يرى منظرين، ورغم تفوق المواطن على الحمار بقدرته على التحليل، إلا أنه لا يستخدم هذه القدرة خوفا من الحاكم.
الصورة تغيرت بعد الثورات الشعبية العربية، خرج المواطن العربي عن صمته وأصبح متفوقا على الحمار. لكن حمار حنكشتيكا يتميز برؤيته منظرين مختلفين في نفس الوقت، وقدرته على تحليلهما، وهو لا يصمت. لهذا توطدت العلاقة بينه وبين حنكشتيكا، أحيانا، وتدهورت أيضا، حسب مواقف حنكشتيكا المتقلبة.
   

0 comments:

Post a Comment