سعيد الغزالي- القدس المحتلة
صيحة الديك المدوية: سورية حرية
بالأمس، أطلق الديك السوري صيحته المدوية من مدينة درعا: سورية حرية، سورية حرية، سورية حرية.
واليوم يطلقها منها أيضا أعلى وأعلى وأعلى: سورية حرية ....
يطلقها إلى سابع سما: سورية حرية...
يطلقها إلى أبعد كوكب: سورية حرية...
يطلقها من مساجدها ومقبرتها: سورية حرية...
من شوارعها وحاراتها: سورية حرية...
من كل بيت سقط فيه شهيد: سورية حرية...
من كل ساحة سقط فيها جريح: سورية حرية...
من صدر كل امرأة فجعت باستشهاد فلذة كبدها: سورية حرية...
من قلب كل رجل، كل شيخ، كل طفل، كل طفلة، كل رضيع، كل رضيعة: سورية حرية....
أطلق الديك السوري صيحته: سورية حرية، وسُمعت في الدوما وجبلة والمعضمية، لكنه استبدلها بالأنين المفجع: سورية حرية.
الديك السوري المكلوم يئن من كثرة ما سفك من دماء المواطنين، سكان هذه المدن الأبرياء: سورية حرية.
وذنبهم أنهم أعلنوا ثورة سلمية: سورية حرية...
صيحة نقمة ولعنة في وجه الظلم الذي يمارسه النظام وزبانيته ومجرموه وحثالته وكلابة ولصوصه، وأوساخ مخلوقاته. الديك يصيح: سورية حرية.
انهال النظام السوري المجرم على الناس ضربا وقصفا وعصفا.
الديك يصيح ويهتف، يئن مفجوعا: سورية حرية...
هل سمع احد أنين الديك الموجع: سورية حرية؟!!....
إن في أنينه أنين ضمير الإنسان ونداء الحرية: سورية حرية.
كان الديك السوري يئن منذ زمن بعيد، ويصيح: سورية حرية...
ويعرف أن سكين النظام تذبحه كل يوم، وهو يصيح: سورية حرية...
تذبحه في خبزه وقوته اليومي، وهو يئن وجعا: سورية حرية...
تذبحه في كرامته الوطنية، ويصيح: سورية حرية...
تذبحه في خيانات النظام السرية، ويصيح: سورية حرية....
تذبحه في شعارات النظام القهرية، ويصيح: سورية حرية....
من لم يصدق من لم يسمع الصيحة: سورية حرية. من لم يسمع الأنة: سورية حرية. فليقرأ وثائق الويكيليكس عن النظام الذي يعرض خدماته للأمريكيين واستعداده لمحاربة ما يسميه الإرهاب، مقابل قطع غيار للطائرات وطائرة خاصة للرئيس.
نعم كان الديك يصيح ويئن في كل أرجاء سوريا منذ زمن بعيد: سورية حرية. كان يئن من الوجع وهو يُضرب ويُجلد بسوط عهر النظام وسياساته، واليوم وبعد سقوط المئات شهداء، يكشف النظام عن عوراته المفضوحة للعلن ولا يستحي، بل يوجه الرصاص والقذائف إلى صدور شعبه. ويصيح الشعب السوري: سورية حرية.
أي نظام هذا الذي يسمي نفسه نظام ممانعة؟!! إنه نظام السقوط المدوي في مستنقعات الجريمة والخيانة والقمع والإرهاب والدناءة واللصوصية.
نعم الديك يئن في درعا، لأن قذائف الدبابات والمدرعات أثخنته بالجراح، وفي أنينه الذي تتفطر منه القلوب والأكباد، إباء وصبر وعزيمة وإصرار على مواصلة الثورة السلمية، والهتاف بالصوت الهادر: سورية حرية.
إن أحدا لم يسمع صيحته: سورية حرية...
إن أحدا لم يحس بلوعته ووجعه وأنينه: سورية حرية.
وإن سُمعت الصيحة هنا وهناك، لم يرد أحد من أبناء القحبة زعماء الأنظمة العربية الخرساء والبكماء والعمياء.
استبدل الديك صيحته بالأنين الموجع، وكان أنينا مفجعا: سورية حرية...
لم يعرف أحد كم قتل ماهر الأسد المجرم شقيق المجرم بشار الأسد من المدنيين في درعا وفي الدوما وجبلة والمعضمية، والديك يصيح: سورية حرية....
وكم سيقتل في حمص وبانياس واللاذقية. الديك يصيح: سورية حرية....
ارسل المجرم قناصته بالمئات ليقتحموا المدن، ويعتلوا أسطحة المنازل، ويطلقوا النار من رشاشاتهم على البني آدميين، وكأنهم يطلقون النار على جرذان. والديك يصيح: سورية حرية....
استخدم المجرمان الرئيس وشقيقه الدبابات والمدرعات التي اطلقت قذائفها ونيرانها المكثفة على المنازل والمدنيين. ماذا حصد النظام الجبان الذي يقتل أهله وشعبه ويدمر مدنة ؟!!
ماذا حصد رئيس النظام وشقيق الرئيس، وكلاب مخابراته المسعورة، وأزلام جيشه الجبناء وأقزام أعلامه التافهين، والمرتزقة الساقطين ، وكل من سانده وأيده، وسكت على بغيه؟!!!!
ماذا حصدوا غير الهوان والذل ووصمة العار والشُنار.
الديك يئن ويصيح: سورية حرية.
0 comments:
Post a Comment