Pages

Wednesday, May 25, 2011

شرمطة المبدعين




سعيد الغزالي-القدس المحتلة


في مدونة حنكشتيكا أفق واسع للنقد الحر, لا خطوط ولا محاذير ولا تابوهات ولا محرمات ولا موانع ولا كوابح, الكتابة جامحة, وشاملة, لا محاباة لنظام قمعي على آخر, ولا مستبد على مستبد, أمام الاستبداد تسقط الشعارات القومية والوطنية والدينية والقيمية, أمام الاستبداد يسقط الإبداع المهادن. لإنه لا معنى للإبداع بوجود الاستبداد, لأنه أبو الشرور, وأبو الجرائم وأبو الكوارث وأبو الهزائم, وأبو التخلف, وأبو الوحشية والعنصرية والإحتلال والطائفية.
لا فن ولا فنون, لا إبداع ولا معرفة, لا تقدم ولا علم, لا حضارة ولا تكنولوجيا, لا ديمقراطية ولا حياة مدنية في ظل الاستبداد.
لا يمكن لأي مبدع أن يكون منافقا, ومجاملا للحاكم المستبد ويبقى مبدعا. الفنان الشاعر الرسام الكاتب الصحافي إن أطرى أو جامل المستبد، فإنه يفقد فورا إبداعه.
حضرتني هذه العبارات وأنا أقرأ عن الإجتماع الذي أجراه مؤخرا بشار الأسد مع الفنانين السوريين.
وذهلت عندما قرأت أن أؤلئك الكتاب والمبدعين الذين كتبوا وأبدعوا في مجالات الفن والتمثيل والمسرح ناشرين قيم الشهامة والعزة والكرامة, وعدم الصبر على الضيم, والثورة على الفساد والاستبداد يلتقون بالأسد ويصمتون.
بعضهم لا يصمت بل يقول كلاما لا يؤمن به, أي أنه كان يراءى وينافق, أي أنه كان يرقص على دماء الشعب السوري, أي أنه كان يقبل برواية النظام الكاذبة, ويزعم أن ثورة أحرار سوريا هي ثورة المندسين والعصابات المسلحة الذين يخدمون أجندات أجنبية.
إنه الرعب والخنوع والخضوع.
إنه الإتجار بالمبادىء والقيم.
إنها  شرمطة يسمونها فنا وإبداعا.

0 comments:

Post a Comment