Pages

Monday, May 30, 2011

كفكف دموعك وانسحب يا عنترة



تقدم الشاعر المصري الشاب مصطفى الجزار بقصيدة ملحمية عنوانها
 "كفكف دموعك وانسحب يا عنترة"
إلى أكاديمية الشعر في هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث للمشاركة في الدورة الرابعة  من مسابقة «أمير الشعراء» التي تُعنى بإبداعات شعر العربية الفصحى،  وهي مسابقة ثقافية كبرى أطلقتها العاصمة الإماراتية أبوظبي في إبريل 2007، ويتنافس على مضمارها شعراء القصيدة الفصحى بكل ألوانها وأطيافها،سواء أكانت القصيدة عمودية مقَفَّاة كما عرفت منذ العصور القديمة، أو كانت ضمن النمط الحديث.. نمط القصيدة الحرة أوقصيدة التفعيلة.
وقد شهدت المسابقة في دوراتها الثلاث الماضية إقبالاً واسعاً من قبل الآلاف من الشعراء العرب، ونجحت في الكشف عن 105 مواهب شعرية من خلال البرنامج التلفزيوني الذي تبثه قناة أبوظبي الفضائية في كل موسم، ويُتابعه الملايين من عُشاق الشعر العربي الفصيح في مختلف أنحاء العالم.
والمشاركة مفتوحة - في الدورة الرابعة - للشعراء من عُمر 18 سنة إلى 45 سنة فقط، وتقتصر على القصائد المكتوبة باللغة العربية الفصحى. وستبدأ التصفيات التمهيدية للموسم الرابع 2010/2011 من مسابقة أمير الشعراء بعد شهر رمضان المبارك، في حين تُقام التصفيات النهائية ابتداءً من نهاية العام الجاري على مدى حلقات متواصلة أسبوعياً، وذلك عوضاً عن الموعد المُعتاد سنوياً خلال فترة الصيف.
ورفضت لجنة التحكيم قبول قصيدة الشاعر المصري الشاب, وحجبت عن المشاركة في المسابقة, بحجة أن موضوعها لا يخدم قضية التسامح, أحد شروط اللجنة لقبول مساهمات الشعراء.
من جهتنا, في مدونة حنكشتيكا, قررنا أن ننشر القصيدة, ونأمل أن نشارك في إشاعة روح عدم التسامح, وحقيقة, وللأمانة أقول, إنني بعد قراءة القصيدة, شعرت بأنني أصبحت غير متسامح ولكن مع من؟






كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
                  فعـيـونُ عبلــةَ أصبحَتْ مُستعمَــرَة
لا تـرجُ بسمـةَ ثغرِها يومـاً، فقــدْ 
                سقطَت مـن العِقدِ الثمينِ الجوهرة
  قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَـحوا
                واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعـذرة
ولْتبتلـــع أبيـــاتَ فخـــرِكَ صامتــاً
              فالشعـرُ فـي عـصرِ القنـابلِ.. ثـرثرة
فاجمـعْ مَفاخِــرَكَ القديمــةَ كلَّهـا
                   واجعـلْ لهـا مِن قـــاعِ صدرِكَ مقبـرة
وابعثْ لعبلـةَ فـي العـراقِ تأسُّفاً
!
                   
وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغـرغرة
اكتبْ لهــا مـا كنــتَ تكتبُـــه لهــا 
               تحتَ الظـلالِ، وفي الليالي المقمرة
 يـا دارَ عبلــةَ بـالعـــراقِ تكلّمــي
                    هـل أصبحَـتْ جنّــاتُ بابــلَ مقفـــرة؟
هـل نَهْـــرُ عبلةَ تُستبـاحُ مِياهُـــهُ
                    وكـــلابُ أمــريكـــا تُدنِّــس كـــوثـرَه؟

عَبْسٌ تخلّـت عنـكَ.. هـذا دأبُهـم
                    حُمُــرٌ ـ لَعمــرُكَ ـ كلُّــهـــا مستنفِـــرَة
فـي الجـاهليةِ..كنتَ وحدكَ قادراً
               أن تهــزِمَ الجيــشَ العظيــمَ وتأسِــرَه
 
لـن تستطيـعَ الآنَ وحــدكَ قهــرَهُ
                 فالزحـفُ مـوجٌ.. والقنــابــلُ ممطــــرة
 هـلاّ سألـتِ الخيـلَ يا ابنةَ مـالـِـكٍ
                  كيـفَ الصـمــودُ؟ وأيـنَ أيـنَ المـقـدرة!
 هـذا الحصانُ يرى المَدافعَ حــولَهُ

                   
مـتــأهِّــبـــاتٍ.. والقـــذائفَ مُشـهَــــرَة


لو كانَ يدري ما المحـاورةُ اشتكى
                  ولَـصــاحَ فــي وجـــهِ القـطـيــعِ وحذَّرَه

يا ويحَ عبسٍ.. أســلَمُوا أعــداءَهم
               مفـتــاحَ خيـمـتِهــم، ومَــدُّوا القنطــــرة
 فأتــى العــدوُّ مُسلَّحــاً، بشقاقِهم
                  ونـفــاقِــهــــم، وأقــام فيهــم مـنـبــــرَه
ذاقـوا وَبَالَ ركوعِهـم وخُنوعِهـم
                  فالعيــشُ مُـــرٌّ.. والهـــزائـــمُ مُنــكَــــرَة
هــذِي يـدُ الأوطــانِ تجزي أهلَها
                  مَــن يقتــرفْ فــي حقّهــا شـــرّا..يَــــرَه
ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها
               لـم يبــقَ شــيءٌ بَعدَهـا كـي نـخـســرَه
فدَعــوا ضميرَ العُــربِ يرقدُ ساكناً 

                
فــي قبــرِهِ.. وادْعـــوا لهُ.. بالمغفــــــــرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. وريشتي
              لـم تُبــقِ دمعـــاً أو دمـــاً فــي المـحبـرة
وعيونُ عبلـةَ لا تــزالُ دموعُهـــا
                   تتــرقَّــبُ الجِسْـــرَ البعيـــدَ.. لِتَــعـــبُــرَه

0 comments:

Post a Comment