Pages

Monday, May 30, 2011

النوايا ليست صادقة وفلسطين ليست في قلوبهم


تصريح خطير قاله حنكشتيكا لحماره هذا الصباح, وردده مرارا: لا يمكن أن يؤتمنوا على شيء, لا يمكنهم أن يقودوا السفينة إلى شاطىء الأمان, أضاف حنكشتيكا, مرددا عبارة أشد مضاضة: على الشعب الفلسطيني, أن ينظر في أمر هؤلاء, ويسحب منهم شرعيتهم, كفى. على الشعب الفلسطيني أن يسقط النظام, نظام منظمة التحرير ونظام حماس. على الشعب الفلسطيني أن ينتخب قيادة جديدة للشعب الفلسطيني.
سأل الحمار صاحبه: لم أفهم إلى ما ترمي إليه, ومن هم هؤلاء الذين أثاروا حفيظتك هذا الصباح؟
"القادة" أجاب حنكشتيكا.
"صح النوم, لقد قلت ذلك لك ألف مرة. ولم تسمعني, وبقيت تصدقهم, الحمد لله, الذي جعل الله بيني وبينهم ستارا وحاجزا, فلا أسمع كلامهم ولا أفهم لغتهم, ولا أخدع بقولهم. ولكن, أخبرني, ما الجديد في الأمر, لماذا أغضبوك اليوم؟ سأل الحمار صاحبه.
حنكشتيكا: قالوا بالأمس أنهم أوشكوا على تشكيل حكومة وطنية, وإنهم سينجزون ذلك في غضون إسبوع أو عشرة أيام.
الحمار: وصدقتهم يا عزيزي.
حنكشتيكا: طبعا, صدقت, فقد قالوا إن الأمور لا تحتمل الشقاق مرة أخرى. ولكنهم ما إن بدأوا يتحاورون حتى اختلفوا
الحمار: سمعت أنهم اتفقوا على أعضاء حكومة من التكنوقراط, لا هي من فتح, ولا هي من حماس, وهذا أمر محسوم.
حنكشتيكا: لا خلاف على ذلك
الحمار: لماذا اختلفوا اذا؟ وما هي نقاط خلافهم؟
حنكشتيكا: اختلفوا على اداء اليمين. ممثلوا حركة فتح طلبوا خلال جولة المفاوضات عدم عرض الحكومة على المجلس التشريعي, وأن يتم الإكتفاء بحلفها ورئيسها اليمين القانونية أمام الرئيس. وممثلوا حركة حماس قالوا بأن هذا الطلب غير مقبول, وأنه تعطيل لدور المجلس وتجاوز للصلاحيات التي منحها له القانون الأساسي, الذي ينص بوضوح على وجوب عرض الحكومة على المجلس قبل مباشرتها مهامها.
الحمار: يبدو أن كلامهم منطقي
حنكشتيكا: ولكن منطق فتح يقول, إن العالم لن يقبل بحكومة تأخذ شرعيتها من المجلس التشريعي الذي تسيطر عليه حركة حماس الحائزة على أغلب مقاعده. الرئيس يريد أن يسوق للعالم حكومة تكنوقراط, ولا يريد أن يقع في ورطة الضغوطات الدولية, فلا تعترف الدول بالحكومة الجديدة
الحمار: كلام منطقي, ولكنه يعبر عن نهج رضوخ واستسلام القيادة للضغوطات الدولية, واستعدادها للسير وفق الشروط الدولية. يبدو أن الثورات العربية لم تؤثر بعد على مواقف القيادة. وماذا رد ممثلوا حماس على هذا المنطق المستسلم؟
حنكشتيكا: قالوا إن إصرار القيادة على هذا الطلب يهديد فرص تطبيق اتفاق المصالحة برمته, ويعيد الإمور إلى المربع الأول, إلى ما قبل إنجاز اتفاق المصالحة
الحمار: وماذا قال راعي اتفاق المصالحة, أقصد المجلس العسكري الأعلى في مصر؟
حنكشتيكا: قال الراعي إنه يؤيد الرئيس محمود عباس, أي أن المجلس العسكري اقتنع بوجهة نظره, خشية أن تقوم إسرائيل والولايات المتحدة بإقناع العالم بمقاطعة الحكومة الجديدة.
الحمار: وهذا يعني أن الراعي مخادع, وموقفه غير ثوري. ألم أقل لك إن الأمور لم تتغير. فلا تفرح كثيرا. المعتقلون من الجانبين لا يزالون في السجون. ولم تصدر بعد جوازات سفر لنحو 4000 فلسطيني في قطاع غزة.
حنكشتيكا: غريب
الحمار: لا غرابة في هذا الأمر على الإطلاق. إن ما يجري يا صاحبي هو حوار الثعالب حول حصة كل واحد منهم من الأرانب.
حنكشتيكا: إذن نحن متفقان. الشعب الفلسطيني بحاجة إلى قيادة الثوار الأسود لشعب من الأسود.  
سعيد الغزالي- القدس المحتلة


0 comments:

Post a Comment