Pages

Friday, May 27, 2011

وجهة نظر مضادة


سعيد الغزالي- القدس المحتلة
أعارض وجهة نظر الكاتب عبد الرحمن الراشد في مقالة نشرها في صحيفة الشرق الأوسط الذي وجه لوما إلى الثورة المصرية, لقيامها بمحاكمة الرئيس حسني مبارك, ما جعل الرؤساء علي عبدالله صالح, وبشار الأسد ومعمر القذافي, يرفضون التنحي.
وأقول أن الخوف من المصير المجهول ليس هو الدافع وراء العنف الذي ترتكبه الأنظمة القمعية في ليبيا واليمن وسوريا. كان من السهل إسقاط نظام بن علي وحسني مبارك في تونس ومصر, وذلك لطبيعة العلاقة بين النظامين والقوات الأمنية. يتمتع الجيش المصري والتونسي باستقلالية عن النظام, ولا شك بوطنية هذين الجيشين, رغم أن قيادة الجيش المصري متواطئة مع نظام حسني مبارك.
الأنظمة الثلاثة أهملت جيوشها, واستبدلتها بكتائب وأجهزة أمنية علنية وسرية موالية للرئيس, وتؤمن هذه الكتائب بعقيدة الرئيس فقط, ولا ولاء لها للوطن. وإن نظرنا إلى الذرائع التي استخدمتها هذه الأنظمة, بالزعم بوجود مؤامرات وإرهابيين ومندسين وعصابات, ودوافع دولية نجد أنها تنافي الواقع, وتكذبها الشواهد.
إن الانظمة الثلاثة تبطش بشعوبها, وتقمعها بالقوة, لأنها تؤمن بأنها الوسيلة الوحيدة, للبقاء في السلطة,  إنها تقوم من منطلق "عليّ وعلى أعدائي". وسنهدم المعبد على من فيه.
هذه أنظمة أدوات, وتحكم بأدوات القمع, ولا يوجد في قاموسها غير القوة, ولا تؤمن بغيرها, والرئيس في هذه الحالة هو زعيم عصابة. وزعيم العصابة لن يتخلى عن قوته وصلاحياته سلميا. إنه يعيش على قهر شعبة. ولا يفهم من الوطنية إلا معنى واحد: إما أن أبقى زعيمكم أو أقتلكم.
هؤلاء الرؤساء الثلاثة قتلوا شعبهم ودمروا أوطانهم ونهبوا ثروات بلادهم, وأذلوا شعوبهم, وعملوا وكلاء للإستعمار, وهم لا يتورعون عن استخدام الرصاص والصواريخ والقذائف ضد شعبهم لقمع المظاهرات السلمية. ويجب أن يحاكموا, ومحاكمتهم لا تعني أن الثورات العربية تخلت عن سلميتها.


0 comments:

Post a Comment