Pages

Friday, May 27, 2011

ما بين الدولة اليهودية والدولة الفلسطينية




ركان المجالي – صحيفة الدستور 27-5-2011
منذ مجيء اليمين المحافظ المتصهين إلى حكم أمريكا في مطلع القرن الجديد, ووقوع إدارة الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن في قبضتهم , سعت الصهيونية لتسخيير أمريكا لتبني الحلقة الأخيرة من المشروع الصهيوني بأبعادها السياسية والأيدولوجية والمتمثلة بإقامة دولة يهودية عرقية عنصرية على أرض فلسطين وهو ما أعلنه بوش الابن في أول مرة في شرم الشيخ في العام 2005.

ورغم أن الخلاف الظاهري هذه الأيام بين أوباما ونتنياهو في زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة لأمريكا كانت تدور حول الدولة الفلسطينية التي يرفض نتنياهو قيامها في حدود 1967 ويريدها أوباما في حدود معدلة وأقل من 1967 .

الآ أن نتنياهو حرص أن يقلب مسار الحديث حول مسألة الدولة الفلسطينية برفضها أولا واغلاق مسار التسوية وتحويلها الى تصفية, وبشكل خاص حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أن يخرج من الزيارة بمكسب محدد وجديد وذلك من خلال مطالبته الإدارة الأمريكية أن تضغط على عباس ليصدر بيانا يعترف فيه بالدولة اليهودية الخالصة.

وفي خطابه أمام الكونغرس وأمام الأيباك حشد نتنياهو تأييد الكونغرس والأيباك الحماسي والكاسح لتوجهات نتنياهو لتكريس الاحتلال على أرض فلسطين ما يتيح للحكومة الإسرائيلية انتزاع تأييد أمريكي وعالمي لجريمة الدولة اليهودية التي هي نقيض لقيام دولة للفلسطينيين على أرضهم, كما أن الدولة الغاصبة التهودية تعني إلغاء الوجود الفلسطيني وذلك عبر اقرار وعد بلفور جديد بأبعاد تآمرية وعدوانية شاملة ونهائية .

وكما هو معروف فقد تضمن وعد بلفور لليهود من خلال رسالة وزير الخارجية البريطاني في العام 1917 والموجهة الى ليونيل وولتر روتشيلد تعهد بلفور بشقها الأول باسم الحكومة البريطانية بالعمل من أجل تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين ، أما في شقها الثاني فتعهد بلفور بما يلي: «لا تقوم بريطانيا بعمل أي شيء من شأنه أن يضر بمصالح وحقوق المجتمعات غير اليهودية الموجودة في فلسطين» ولا يخفى أن الشق الثاني هو كلام خادع وبلا مضمون حقيقي ويعكس نوايا خبيثة حيث لم يذكر أن لفلسطين أهلا وان المهاجرين اليهود هم غرباء وغزاة تسللوا إلى أرض فلسطين كما ان الحديث عن عدم الإضرار بمصالحهم هو اكذوبة لأن الاضرار تم بمجرد وعده لليهود في وطن قومي ، وهذا التعبير المستحدث هو عنوان غامض للمؤامرة التي بدأ رسمها من خلال وعد بلفور والذي تكرس بالاعتراف الدولي بجولة لليهود على %54 من ارض فلسطين من خلال قرار التقسيم في العام 1947 الذي نص ايضا على دولة للفلسطينيين على %46 من ارض فلسطين انذاك.

وعندما يتشبث قادة اسرائيل ابتداء من العام 2005 بمطالبة العالم بالاعتراف بالدولة اليهودية وفرض هذا الاعتراف على الفلسطينيين للاقرار به فإن ذلك التوجه الذي اعلنه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن من شرم الشيخ والعقبة يومها بالمطالبة بدولة يهودية كان لها معنى مختلف عن تسمية دولة عبرية او دولة اسرائيل وقد تحمست كل القيادات الاسرائيلية لهذا الطرح ابتداء من شارون وكانت تسيبي ليفني ومعها اولمرت وكل اركان اليسار والاعتدال السياسي في اسرائيل الاكثر حماسا لابتزاز اعتراف عالمي وعربي وفلسطيني بالدولة اليهودية ولذلك لم يكن مفاجئا ان يكون الشرط الاول الاساسي لنتنياهو عند افتتاح المفاوضات المباشرة هو المطالبة باعتراف فلسطيني صريح بالدولة اليهودية.

والسؤال هو: ما المقصود من الدولة اليهودية وذاك يجيب عليه نتيناهو صراحة حسبما اوردته صحيفة «اسرائيل هيوم» على لسان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث قال:" ان المواطنين العرب داخل اسرائيل سيكونون جزءا من التسوية الدائمة بين الاسرائيليين والفلسطينيين" اي ان الترحيل الترانسفير لن يستثني فلسطينيي الـ 48 والدعوة للدولة اليهودية تعني التطهير العرقي وايجاد معادلة تجعل من الفلسطينيين على ارضهم جالية اجنبية بلا حقوق وفي اطار ادارة ذاتية والاهم بالنسبة لقادة اسرائيل جميعا هو قطع الطريق على حتمية وصول العالم للمطالبة بدولة ثنائية الجنسية بعد الفشل الحتمي لحل الدولتين وقبل الوصول الى حل الدولة الثنائية الجنسية فإن اسرائيل تريد ان تفرض على العالم ابتداء من الفلسطينيين الاعتراف بدولة خالصة للهيود وكل من عداهم يكونون حمولة زائدة او عمالة اجنبية مسخرة لخدمة الدولة اليهودية وكل من هو غير يهودي يكون اجنبيا في هذه الدولة وفي المقدمة ابناء الشعب الفلسطيني الذين هم فريسة للاحتلال المتزايد في موازين القوى كما ان الزمن يعمل ضدهم والله المستعان

0 comments:

Post a Comment