Pages

Thursday, April 21, 2011

أين اختفى اشجع رجل في السعودية؟ أين خالد محمد عبيد الجهني؟


سعيد الغزالي- القدس المحتلة

اسمه: خالد محمد عبيد الجهني
عمره: 40
تاريخ اختفائه: 11-3-2011
شوهد آخر مرة خلال مقابلة مع محطة الـ (بي بي سي) الإخبارية في العاصمة الرياض.
لن يعجز النظام السعودي عن تلفيق تهمة يوجهها إليه، لكن ما فعله خالد الجهني يفعله أي مواطن يحب بلده، ويدافع عن مصالح الناس، ويستحق أن يكافأ على ما فعل، لا أن يزج به في السجن.
 ماذا قال خالد؟
قال ما يريده كل مواطن سعودي يريد أن يبدي رأيه، بدون الذهاب إلى غياهب السجون.

راقبت طائرة هوليكوبتر وهي تحلق في سماء المنطقة, لم أكن أنا هناك، بل شاهدت ذلك في شريط اليوتيوب الذي بثته محطة الـ بي بي سي البريطانية.
قالت المراسلة أن شوارع مدينة الرياض قد خلت من المارة، وامتلأت بأفراد الشرطة والجيش والقوات الخاصة التي أحاطت بنا (فريق محطة ال (بي بي سي) من كل جهة.
قال ضابط شرطة: هذه طريق العروبة، وشارع العليا، والبعده شارع موسى أبو نصير، والحمد لله ما حد إجا. تمر الساعات ولا يجد الصحافيون إلا قوات الأمن للحديث معهم أو التقاط صورهم.
وفجأة، ظهر ما أربك مرافقينا الإجباريين. كنا أمام ديوان المظالم عندما ظهر خالد محمد ليرفع صوته وحيدا.
تحدث خالد محمد  بطلاقة وتحدي وكان يرتدي قميصا أبيض، ويضع نظارات شمسية على عينيه، بينما أحاط به رجال الشرطة، ورجال الأمن المرافقين للصحافيين.
وصف خالد بأنه أشجع رجل في السعودية، وقال: أنا هنا عشان أقول نحن نحتاج للديمقراطية، نحتاج للحرية، نحتاج نتكلم بكل حرية، نحتاج ما حد يمنعنا أن نعبر عن أرائنا. ليش الشرطة هادول هنا، عشان يمنعونا نوصل أصواتنا للناس.
لا، احنا نوصل أصواتنا للجميع، الحكومة لا تملكنا. نحن أحرار، نبغ نعيش بحرية. إحنا نبغ نعيش بحرية بس.

سألته المراسلة: أنت ليش حاسس إنك مش عايش بحرية؟
أنا مريت من هنا مرتين، قالوا إذا شفناك مرة ثالثة، بنحطك في السجن، ليه، هل هناك حظر منع التجول، ما أعلنوا حظر التجول.

أنا هنا لأني إنسان حر، وأعبر عن رأيي.
هالحين شايف الشرطة هون، ليه، هادول جايين؟
عشان يزينون المنطقة. عشان يسوون المنطقة أفضل مما هي عليه.
أنا جيت لحالي، لاني سمعت انه التجمع بعد العصر يتجمعوا هون. لكن مش راح يجون في ظل التواجد الأمني. بتشوف إنهم بثياب أو بدون ثياب، كلهم بوليس، بوليس سري، اللي جون معكم في الباص، بوليس. (المرافق) قاطعه وقال: "من وزارة الإعلام".
رد عليه خالد محمد: الإعلام ما هو حر، في دولة ملكية. الاعلام ما يقدر يقول شي. ما يقول ما يبغ الناس يقولون، الإعلام فقط يتكلم ببيانات من وزارة الداخلية فقط لا غير.
توقفت سيارة بيضاء، وقال سائقها متحدثا مع المصورة: لا تصورين. ورفع يده أمام الكاميرا.
علق خالد محمد: ما حدا يمكن يوقف ويتكلم مع الإعلام. ما حدا يملك الجرأة في السعودية لأنه بيروح للسجن، أنا ابغى أروح للسجن، الشعب يريد دخول السجون. الشعب يريد دخول السجون، الشعب يريد دخول السجون.
أنا خفت وخفت وخفت وخفت وخفت. وانكتمت إلى أن انفجرت. خلاص انتهى وش أخاف من؟ أخاف من إيش بعد؟

حرية ما في حرية. كرامة ما في كرامه. عدالة ما في عدالة.
سألته المراسلة: لكن الأبواب مفتوحة؟
لا، مش مفتوحة. والله يا اختي الأبواب مش مفتوحه. إذا كان إلك طلب ولا تبغي شي، وتروحين يوم السبت، يقولون لك الأمير مو جالس تعال يوم، بعد ألف سنة. انا عندي ولد توحدي، البلد ما تقدم إله أي شيء.تعبنا، ما في مدارس ولا في أي شيء. العالم أحرار في هذه البلد.
لتحاشي الاعتقال، طلب خالد محمد من الفريق التلفزيوني أن يرافقوه إلى سيارته.
قالت المراسلة: كذلك فعلنا.
وفي الشارع الذي يعج برجال الامن، أعادت المراسلة سؤالها عن السبب في عدم مجيء المحتجين إلى مكان الاحتجاج.
قال خالد محمد:الشباب إذا ما في تواجد أمني يجون لكن إذا في تعتيم، لا يقدرون.
انا مبسوط، خلاص ما ضل إيشي أخسره.
أنا عندي ولدين وعندي بنتين.خايف عليهم أكتر من المستقبل، مو من اليوم.
كان يتوقع أن يعتقل قبل أن يصل إلى بيته. توقفت السيارة وودع الفريق. قال خالد محمد:في كمين هنا وكمين هناك وكمين مجاور، مستحيل أوصل للبيت. بس الحمد لله وصلت رأيي.
ودعهم وقال بسخرية والبسمة تملؤ وجهه بأنه سيراهم يزورونه في السجن: في أمان الله، تعالوا في الحايج ولا في العليشة، ولا في سجون النظام الكثيرة. السلام عليكم.
قال أحد أعضاء الفريق: إن شاء تصل البيت.
أجاب خالد محمد: إن شاء الله بتمنى بس في السعودية ما ظن.
في الأيام التالية، وحتى إعداد البرنامج الوثائقي، حاول فريق المحطة البريطانية مرارا، الاتصال بـ "جوال خالد".
وكان الجواب المسجل يقول:عزيزي المتصل إن الجوال المطلوب مغلق، الرجاء الاتصال في وقت لاحق.
في الرابع عشر من مارس- اذار، ظهرت صفحة على شبكة الانترنيت، بعنوان: أين خالد"....  



0 comments:

Post a Comment