Pages

Monday, April 11, 2011

قصيدة اليوم: الريح سكون

 "الريح سكون" عنوان القصيدة الثالثة. الريح في عهد فرعون بقيت حبيسة قصرها تراقب التلفاز وتقرأ الأبراج، لكنها شاهدت في أحد الأيام طيور الرُخ في السماء، وأدركت أن تحليقها في السماء له علاقة بوقوع الزلزال في قصر فرعون.

الريح سكون

كانت البلاد تغط في سكون
شعب البلاد يتألم في سكون 
فرعون البلاد ينعم بالسكون 
صباحه سكون
مساؤه سكون
فصوله سكون
عهده الموسوم بالرخاء سكون
الأمن والأمان في عهده الميمون
ترجلتْ الريحُ عن صهوةِ الفضاءْ
صدرتْ لها أوامرُ القصرِبالبقاءِ داخلَ أسوارِقصرها 
أن تبقى في حجراته، تسرح وتمرح في قاعاته
وتنعم بالسكون
كان اسمها "سكون" واسم بيتها "سكون"
لم تعصِ الريحُ "سكونُ" أوامرَ فرعون القصر
أنفقت أيام شبابها في القصر تراقب التلفاز
تقرأ الأبراج في الصباح
تتسلى بحكايات الجن أحيانا
تغار من الجميلات وتطردهن من قصر الحريم
تخشى أن يقع الأمير في حبائلهن
وعينها عن "الإنترنيت" لا تغيب
لكنها تعيش في سكون
وفي المساء تمشط شعرها 
تضع "الماكياج" على وجهها
تعطر الجسم تزيل منه الأثاليلَ 
تنتظر عودة الأمير الجميل إبن فرعون الجليل

في المساء شاعَ النبأْ
شي هز السكون
شهودُ عيانٍ زعموا أن زلزالا وقع في بلاد كان اسمها سكون
 لم يصدقهم أحد
كان الأميرُ الجميلُ بصحبة سكون في شرفة قصرها
يراقبان طيور الرخ في السماء
"ماذا ترى يا أميري؟" سألت سكون
أجاب: "إني أرى طيورا لم أر مثلها قط في حياتي"
كانت عينُه تمعنُ النظر في الطيور السابحة
كأنها عمالقةٌ من أقوام الجن
ولما سحرته الطيورُ بألوان ريشها
وأجنحتِها المفرودةِ على طول الأفق
كأنها سلاسلُ من جبالٍ وبراكينَ طائره
قال: "لعل أبي أمر بجلبها من أدغال الأمازون
لعلها طيورٌ أهداها له ملك أو أمير"
حامت الطيور في السماء ثم اختفت في الغمام الملتهب
لم تكترث سكونُ بالطيور لكن شيئا هز كيانَها
نظرت في عين الأمير
 وقالت: لا بد أن تخبرَ فرعون بأمرها
لعله يجهلُ أمرها
كان قصُرها يطل على بحر هادىءِ الأمواج 
كانت السفنُ عائدةً بأحمالها تمخر العباب كأنها مواكبُ أعراس
أنكر مذيعُ القصر أن زلزالا قد وقع في أرض سكون
قال إن زوبعة في فنجان من أفاعيل خفافيش الظلام عكرت صفو الحياة في سكون
ارضُ سكون هادئةٌ تنتظرُ عرسَ الأميرِ الجميلِ ابن فرعونَ الجليلِ
أرض سكون وشعبها يحبُ فرعونَ الجليل يفديه ويعبده
وفرعون الجليل يحب شعبه وأنفق عمرَه من أجل سؤدده
وفرعون الجليل يبذل كل جهد  وكل فعل خير من أجل غده

لم تلحظ "كمرات" التلفاز طيورَالرُخِ تحومُ  في الضرام
لم تصور الكاميرات فرار الجموع الحاشدة من خفافيش الظلام
قال المذيع في نشرة أخبار المساء: لم يحدثْ شيء
كلُ شيءٍ سار كما خطط له فرعون على ما يرام
كانت الريح "سكون" في بيتها بصحبة الأمير الجميل ابن فرعون الجليل
كانت السفن ....
كانت الناس...
كانت الأعراس...
كانت الأفراس...
سكون
الأمور والمجد والغد والسؤدد وحب فرعون للشعب الحبيب وحب الشعب الحبيب لفرعون 
اختنقت بالملل وقلت في نفسي ألاخبار نفسُها سمعتُها يومَ أمس
وقبل عشرين عاما..

0 comments:

Post a Comment