بشار الأسد على رأسه ريشة وكندرة

سعيد الغزالي- القدس المحتلة

 تلقى أبو معروف وصديقه حنكشتيكا تعليقات ومطالبات من بعض الأصدقاء، سواء كانوا من فريق أبي معروف المؤيد للثورة الشعبية في سوريا وغيرها، أو فريق حنكشتيكا المؤيد للثورة في كل الأقطار ما عدا سوريا، واتصل العديد منهم بكليهما طالبين المزيد من الكلام في مدح بشار الأسد كأول رئيس عربي جملوكي يحضن مبادىء القومية العربية، ويعيد العزة للعرب، ويسعى لتحقيق أهدافها الكبرى وعلى رأسها إنجاز الوحدة العربية تحت لواء نظام جملوكي فريد من نوعه في العالم، نظام  يعيد للعرب ما خسروه في القرون الماضية.  

وأما أؤلئك المعارضون للنظام الجملوكي ورئيسه- وذنبهم على جنبهم- فإنهم يعيبون على الرئيس استجابته البطيئة لمطالب الإصلاحات، بتشكيل لجان دراسة للإمورالعالقة بين الشعب والرئيس.

أحس الفريقان بشيء من عدم الرضى ولم تشف المقالة الأولى غلهم ولم تبرد  عواطفهم الجياشة تأييدا أو إدانة لبشار الأسد منذ أن تغير الدستور في سوريا ليتمكن الأسد الشبل أن يرث الحكم عن أبيه الأسد الأسد، وصار الشبل أسدا، وأصبحت سوريا أول جملوكية عربية مؤتمنة على شعارات القومية العربية سليمة من الأذى.

لقد كان حظ الزعيم الجملوكي موفورا، على عكس المتاعيس زين العابدين، حسني مبارك، قذافي ليبيا، وطالح اليمن علي عبدالله صالح، فقد وجد شبل الأسد الجملوكي مؤيدين له بين المتحمسين للثورات الشعبية حملة ألوية القومية العربية الذين نصحوه بود أخوي بأن يجري إصلاحات في سوريا، معتقدين أن على رأسه ريشة بل ريشا ملونا، كالريش الذي يضعه الهنود الحمر على رؤوسهم، ومن كان على رأسه هذا الريش الملون، يجب أن يُستثنى من الإسقاط، فنظامه الجملوكي صالح لزمن ما قبل الثورات الشعبية وما بعدها، ولا بأس من إجراء بعض الرتوشات التجميلية لهذه الجملوكية حاضنة المبادىء المناوئة لاسرائيل والولايات المتحدة.  

أقسم حنكشتيكا بأن الرئيس الأسد سيبقى على سدة الحكم نكاية بكل رجعي عربي وغير عربي متأسرل ومتأمرك، وأصر أبو معروف على إضافة كلمة إلى عنوان المقالة الأولى، فتصبح: "بشار الأسد على رأسه ريشة وكندرة".

وهكذا خرجت هذه المقالة إلى النور، وأخرت أبا معروف عن السفر إلى وادي عبقر ليبحث في حضارة أمة الحمير، ويكتشف سر فصاحة حمار حنكشتيكا. لمن يريد أن يعرف موقف حمار حنكشتيكا تجاه الحكم الجملوكي، عليه أن يصبر وينتظر حلقات قادمة.