Pages

Tuesday, April 5, 2011

الثورة المضادة

الثلاثاء 5-4-2011
حكايات حنكشتيكا الساخرة
حلقة رقم:4
القدس
بقلم الكاتب سعيد الغزالي

إنها الحقيقة المرة، وهي العبارة التي قرأها كاتب هذه المقالة يوم أمس في رساله أرسلتها إلى بريده الإلكتروني سوسن البرغوثي المشهورة بصولاتها وجولاتها في عالم المدونات والمواقع وخصوصا موقع نبض الوعي العربي.
تقول العبارة:
"لو كان لدي أسلوب الكتابة الساخرة، لكتبت عن الثورة الشعبية العربية، مقالا بعنوان اجى للعميان صبي، عوروه على العتمة. من كثرة حرص الشعب على نجاح الثورة، سيجهضونها". تضيف البرغوثي واصفةً حال الثوار: "منهم من يستدعى تدخلا غربيا مسلحا، وآخرون يتأرجحون بمطالبهم، وفي مصر، يواجهون ثورة "ناعمة"مضادة، والرئيس (حسني مبارك) لم يتنحَ رسميا، ولكنه تخلى عن السلطة لمجلسه الاعلى العسكري، والوضع باليمن مقلق جدا، وقد تشتعل حرب أهلية بأي لحظة، وفي سوريا، المطالب الشعبية مشروعة، ولكن بث الاخبار الطائفية، سيحبطها، وفي البحرين، جاءت الدروع تولول من خوفها من ايران، وكأن ايران ظهرت فجأة.. والله يعلم بما سيخبأه لنا، وعلى قول غوار معركة دايرة، والعدو يستفرد بالشعب الفلسطيني".
كان حنكشتيكا في اللحظة التي قرأ هذه العبارة، قد خرج لتوه من مشادة كلامية بينه وبين حماره، إثر إعلانه عن رغبته تأسيس حزب سياسي جديد اطلق عليه "الحزب القومي الديمقراطي".
"تقصد حزب الكذابين الديمقراطي" قال الحمار لصاحبه.
دفع حنكشتيكا بكتيب طبع مؤخرا أعلن فيه مبادئه، فألقى الحمار نظرة سريعة على محتوياته، ثم ألقى به جانبا، وأعلن أنه لن يضيع وقته في قراءة الأكاذيب، ثم أدار قفاه لسيده وابتعد عنه.
إنه نفس الموضوع نقابة الكذابين التي شكلها حنكشتيكا والثورة الناعمة المضادة التي تحدثت عنها البرغوثي، ونفس الكلام الذي قرأه الحمار في كتيب حنكشتيكا الدعائي الذي صاغه على عجل آملا أن يجند مناصرين له ليشاركوا في ثورته الناعمة المضادة التي تحاول حرف مسار الثورة ومنعها من تحقيق أهدافها، والإبقاء على النظام القديم ممسكا بزمام المبادرة ومسيطرا متحكما بدفة سفينة الحكم في بحرها المتلاطم الأمواج.
إنها أول إنذار وناقوس خطر يجب التنبه له، وأول خلاف نشب بين حنكشتيكا وحماره في عصر اندلاع الثورات. وحنكشتيكا الذي كان من دأبه تأييد النظام السابق قام بتغيير جلده، وانضم إلى الثوار، ليقودهم ويحرف ثورتهم، ويكرس النظام السابق تحت يافطة جديدة واسم جديد: "الحزب القومي الديمقراطي" ليستخدمه كبغل الرحى يحمله إلى صناديق الاقتراع ليفوز حزبه بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات مجلس الشعب، ويرشح نفسه للرئاسة ويفوز بكرسيها ويسرق الثورة وإنجازاتها.
أصبح تشكيل الحزب ضرورة من ضرورات المرحلة "لاصلاح المجتمع من المفسدين"، حسب عبارة استخدمها حنكشتيكا في كتيبه الذي يشرح المبادىء الأساسية للحزب الجديد. سيكون هذا الحزب الاكبر في العالم العربي وشروط عضويته هو الايمان بـ"الديمقراطية فكرا ونهجا وسلوكا".




0 comments:

Post a Comment