Pages

Sunday, April 10, 2011

مقالة اليوم: إلقاء سطل قاذورات على رأس الأسد



مقالات حنكشتيكا الساخرة

حلقة رقم: 12  

سعيد الغزالي - القدس المحتلة


دقت ساعة العمل، هذا ما أحس به حنكشتيكا فور سماعه آخر الأخبار على كافة الجبهات، أسلحة إسرائيلية تستخدم في الجبهة الليبية ضد الشعب الليبي من قبل كتائب القذافي، والوسيط في عملية إتمام الصفقات كان محمد دحلان، وهو الوزير الأمني السابق، ورئيس جهاز الأمن الوقائي، وقائد ميليشيات الموت والخراب والفوضى في غزة، وهو الولد المدلل للإسرائيليين وهو فلسطيني ولا يفتخر حنكشتيكا بذلك أبداً، بل إنه أعلن أنه سيطالب بمحاكمته، ونزع الجنسية الفلسطينية عنه، لأنه أخزى الشعب الفلسطيني. 

 التطورات على الجبهة السورية تشير إلى تزايد أعداد الشهداء، وهناك تعتيم إعلامي، والصورة غير واضحة في المدن السورية. الرئيس اليمني لا يزال متعنتا، ومتمسكا بكرسيه،غير آبه لدماء شعبه النازفة، وقد أثبت الشعب اليمني شجاعة فائقة في التمسك بأهداف الثورة، والتصدي لهذا النظام البائد.

إسرائيل استغلت الأوضاع الراهنة، وبدأت تضرب غزة بعنف شديد، وسقط نحو 19 شهيدا وعشرات الجرحى، يتنامى كل يوم شعور الفلسطينيين بالقهر، خصوصا، بعد إدراكهم أن الثورات لم تنتصر بعد، وأن السند العربي للشعب الفلسطيني لم يأت بعد. وقد انتعشت آمالهم بالمظاهرة الكبيرة التي نفذها الثوار المصريون أمام السفارة الإسرائيلية، ولا بد من توجيه التحية لهم.

أحس حنكشتيكا بثقل المهمة الملقاة على عاتقه، فهو مجرد شخص وحيد، لا يمتلك إلا التصميم والقلم، وقد عاهد نفسه على متابعة الثورات العربية جميعا، مشاركا بكافة وسائله: المقالة الساخرة، والقصيدة، والحكمة، والخاطرة، والحكاية، وقد سخرها جميعا كأدوات في المعركة الدائرة، وتصرف كقادة الثورات وجند جهده وطاقته في سبيل هذه القضية النبيلة، معتبرا أن الإسهام في هذه المعركة واجب كل عربي.

 أرسل رسالتين عبر البريد الإلكتروني، تحملان نفس المضمون إلى صديقه أبي معروف، وحماره السابق أبي صابر الذين كانا متواجدين  في هذه الأوقات العصيبة في وادي عبقر-  كما ورد في الحكايات السابقة- وطلب منهما أن يعودا فورا للمشاركة في أحداث الثورات العربية، ومساعدته في متابعة التطورات في مختلف الجبهات، وخاصة الجبهات السورية، والليبية واليمنية، وأيضا الجبهة المصرية، التي لم تحسم بعد أمورها الثورية،بانتصارها بصورة حاسمة ونهائية، إذ لا يزال البلطجية يسعون جاهدين بدعم من بعض أعضاء المجلس العسكري إلى  إطلاق العنان للثورة المضادة والحزب الوطني وفلول النظام القديم لتجهض ثورة الشعب المصري الباسلة.

دعا حنكشتيكا حماره الجديد ورد الذي التقى به يوم الجمعة الماضي في مزرعة أبي حمدان - التفاصيل مذكورة في حكاية نشرت هذا اليوم- إلى الاستعداد لكل طارىء. وقال حنكشتيكا في رسائله الموجهة إلى ثلاثتهم: يجب علينا في هذه اللحظات الصعبة، أن نضع خلافاتنا السياسية الثانوية جانبا، ونتفرغ للعمل الثوري، لإنجاح الثورات في كل مكان. قال لهم: إنني اعتبر نفسي في غرفة عمليات وأكد أنه لن 
يتوقف عن العمل الدؤوب إلا بتحقيق أهداف الثورات.
 طلب  حنكشتيكا من أبي معروف أن يؤجل فورا البحث والتمحيص في حضارة الحمير، لأن الأحداث قد تجاوزت هذه المهمة.

كان رد  الحمارين، وأبي معروف إيجابيا، فتعاهد أربعتهم وأقسموا على المضي سوية في العمل
الثوري حتى تحقيق النصر.

تقاسموا المهمات:  أستلم حنكشتيكا التقارير الواردة من الميادين، وأطلع عليها، وصاغ المواقف ونشرها في المدونة. طلب من ابي معروف أن يوافيه بتقرير موسع عن النضال السلمي وأساليب التصرف في ساحات المواجهة. فوعده الأخير خيرا وذلك من أجل مساعدة الشباب في نضالهم وحمايتهم من التعرض لاصابات لا داعي لها.

طلب من ورد حمار مدينة أريحا الذي التقاه  يوم الجمعة الماضي أن يبقي عينه مفتوحة على الجبهة الفلسطينية النائمة، ويبلغه بأي تطور جديد، وعهد إلى حماره القديم أبي صابر القيام بجمع المعلومات عن البلطجية في كل من سوريا وليبيا واليمن. 

وقد وافاه حماري أبو صابر بخبر مزعج، وقال إن مدونته قد حجبت في الأثير السوري، وأن الأصدقاء الذين حاولوا فتحها، تفاجأوا بتماسيح النظام، ورجال أمنه السرييين يحاصرون بيوتهم وينقضون عليهم.

أدرك حنكشتيكا أن الأسد لا يكفيه الكندرة العتيقة على رأسه، بل إن كب سطل قاذورات رائحتها تسطل سطل تشرشر من حواجبه وشاربه وفمه قليل عليه.

أختم هذه الليلة البائسة، والحافلة بالأحداث وإلى اللقاء غدا.

 

 

0 comments:

Post a Comment