Pages

Wednesday, April 20, 2011

مهمات جديدة حلت مكان مهمات قديمة في سوريا


الرئيس السوري
كانت إحدى مهمات الرئيس السوري المعروفة والمعلنة قبل الثورة هي أن تلتقط له الصور في كل حالاته، ويظهر كل مساء على شاشة التلفزيون، مهمة أخرى كان يؤديها هي الإستماع  إلى خطابات المديح في مجلس الشعر السوري. أصبحت مهمته بعد اندلاع الثورة اصدار أوامر لأجهزة الأمن والشبيحة بإطلاق النار على المحتجين، والاستعانة غير المحمودة بالخيال الشرقي في تأليف القصص عن المخلوقات غير المرئية والمدسوسة التي ظهرت فجأة في شوارع المدن السورية، تغيرت مضامين خطاباته من كلام عن الإنجازات  والانتصارات والشعارات القومية الجوفاء إلى الاستهزاء بالشعب ومطالبه. ولا نعرف ماذا ستأتي بها الأيام القادمة الحبلى بالأحداث، لعل الرئيس السوري يصبح المسيح الدجال.  

مدير الأمن العام
كانت المهمة اليومية لمدير الأمن العام في القطر العربي السوري قبل الثورة أن يقرأ ما تهتز له السموات السبع من تقارير عن التعذيب في السجون والمعتقلات واغتصاب المواطنين وامتهان كرامتهم وتجريعهم الذل الُمْرّ، قبل أن يحيلها للرئيس، لأتخاذ الأجراءات اللازمة لحماية النظام من عبث العابثين، وأصبحت بعد الثورة أن يقود جيشا سريا من الشبيحة الذين يرتدون ملابس مدنية ويقتلون الشعب في الشوارع.  

مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون
كانت مهمة مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون قبل الثورة أن يعرف ما يدور في خلد الرئيس، ويقرأ أفكاره قبل أن ينطق بها لسانه، ويتابع أجهزة الاستقبال العاطفية الساذجة في نفوس وقلوب أبناء الشعب، ويتجنب تماما المرور على العقل والمنطق والتاريخ والحقائق، فتأتي تقاريره التي تبثها الإذاعة والتلفزيون وكأنها أُمُّ التقارير.
باختصار كانت مهمتة الدفاع عن الطغيان، وممارسة البغاء السياسي وحماية القصر من البيان رقم واحد الذي يتمنى الكثيرون إذاعته بُعَيّد وصول دبابتين وثلاث مدرعات إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون. وإن حصل الانقلاب يصبح المدير هو الذي يذيع البيان الأول. ولكن مهمته بعد انتهاء عصر الإنقلابات العسكرية وانفجار الثورات الشعبية تغيرت من مدافع عن الطغيان وقارىء للبيان رقم واحد إلى قائد إعلامي يتحدث عن الإصلاح ليؤهل نفسه ليصبح قائدا إعلاميا للثورة الشعبية.

المفتي
مؤهلات القاضي قبل الثورة تتلخص بالاضافة إلى الشهادات المزورة، والكفاءات الخائبة، والعلاقات المريبة مع أركان النظام، بأن يتمتع بضمير مخزوق، يمكن التأكد من ذلك من أحكامه الكثيرة  في سجلات المحاكم التي برأت الظالمين وجرمت المظلومين، فإن نجح في أداء دوره، يمكن ترقيته إلى  قاضي القضاة أو المفتي العام للقطر العربي السوري، وتكون مهمته أن يطوع الشريعة لتخدم الرئيس ونظامه، وفي عهد الثورة،  وقبل انتصارها، تكون مهمته جمع الأحاديث النبوية التي تتحدث عن طاعة أولي الأمر، فإن انتصرت الثورة تصبح مهمة المفتي أن يرسل زعرانه ليحرقوا الوثائق في سجلات المحاكم، والتغطية على الجرائم وأن يسعى جاهدا بما أوتي من علم، أن يرتق ضميره المخزوق، ليؤهل نفسه لتبوأ منصب مفتي الثورة.

الأمين العام للحزب الحاكم
يحجز منصب الأمين العام للحزب الحاكم دائما لأكثر الخدم طاعة للرئيس، وأشدهم قسوة على خصومه، وأمهرهم في التزوير، وأدناهم أخلاقا، وأضعفهم ضميرا، وأدهاهم في حبك المؤامرات ضد الخصوم. وتغيرت مهمته بعد انتصار الثورة، فهو يسعى للإختفاء عن الأنظار، ويتوقف عن الظهور اليومي في أجهزة الإعلام، وقد يؤلف كتابا يبرأ نفسه من النظام القديم.


0 comments:

Post a Comment