صورة اليوم

الإبداع لغة العصر، فالقول كما الفعل لا يقاس بالمضمون وحده ولا بالشكل وحده بل بكليهما معا، ومدى درجة تناغمهما وانسجامهما، وتطابقهما أوتضادهما وتنافرهما، فشخصية حنكشتيكا تعبر عن خلل ما، فهي غير منسجمة مع نفسها ومع الآخرين، والأنا فيها متضخمة، كأنا الزعيم وتشكل مقياساً لكل لكل شيء، بينما تذوب الأنا الإنسانية، أنا الفقراء والمسحوقين والمضطهدين في شخصية الحمار، وتصبح أناه في الآخرين.

كان الحمار منسجما مع نفسه وراضيا عنها لأنه يراعي الآخر، لذلك نشأ التنافر بينه وبين سيده، لأن الحمار يرى الأمور من زاوية مفاهيم الحق والعدالة والحرية، وتغليبها على المصلحة والإنانية، خلافا لحكنكشتيكا الذي يعتقد أن تلبية مصلحته تحتم عليه أن يستخدم هذه المفاهيم لتخدم الأنا الذاتية.

لذلك يمثل حنكشتيكا وحماره معا في في نسيجهما المتشابك في حركة تضادية مستمرة كل واحد منا يقف ضد الآخر بدرجة مختلفة. هذه هي الصورة المركبة التي أحاول أن أصل إليها، وأترك للقارىء فرصة الإختيار وتبني الموقف الذي يريد.  وكما هي الحياة معقدة ومتشابكة، تبدو الأمور ملتبسة على الحمار وحنكشتيكا في بعض المواقف فيظهر للقاريء أن موقف حنكشتيكا هو الأصوب أو العكس هو الصحيح.

لتجسيد هذا الكلام بالصورة، ارتأيت أن أجسد العلاقة بينهما من خلال الصور. واخترنا عددا من الصور كنوع من الترفيه عن القاريء وسأقوم بنشر هذه الصور – حسب الإمكانات- في كل حلقة صورة جديدة، وتحت كل صورة أكتب تعليقنا.

وهذا هو تعليقي على صورة اليوم