Pages

Wednesday, June 29, 2011

فضيحة الكازينو في الأردن


ما يهمني عندما استمعت لمعركة التراشق الكلامي في مجلس النواب الأردني بشان  فضيحة الكازينو في الأردن, هو تورط محمد رشيد, المدعو أيضا خالد سلام, الكردي الأصل البريطاني الجنسية, الذي عمل مستشارا ماليا للرئيس ياسر عرفات حتى وفاته, فيها.

فهذا الرجل يتصرف بأموال الشعب الفلسطيني, ويعيث في الأرض فسادا, ومن المستغرب, أن يجد وزراء ورؤساء حكومات في الأردن, كشركاء له في استثمار مشروع الكازينو في البحر الميت.

أليس الأجدر بالمسؤولين الاردنيين, أن لا يتعاملوا مع هذه الحثالة, التي أفسدت وما تزال تنشر الفساد في بلدان أخرى؟
أليس الأجدر بهم أن يطردوه ويحاكموه. لكنهم تعاملوا معه, وخوزقهم, كما خوزق قبلهم الشعب الفلسطيني؟

لماذا تجد أمثال هؤلاء الأوساخ بلدانا عربية ملاذا آمنا؟ والجواب واضح, هناك اوساخ وحثالات في الأردن, وفي معظم الأقطار العربية, لديهم استعداد ليكونوا شركاء لـ محمد رشيد.

وعادت مؤخرا فضيحة الكازينو إلى بؤرة الاهتمام العام في الأردن, منذرة بحدوث المزيد من الإهتزازات، للحكومة الحالية كالحكومتين السابقتين. والفضيحة صار عمرها أربع سنوات، ولا تزال مفاعيلها جارية إلى الآن.  

حكومة معروف البخيت أبرمت الإتفاقية مع محمد رشيد ثم ألغتها، وحكومة نادر الذهبي فاوضته, وحكومة سمير الرفاعي اتفقت معه على التعويض. وانفجرت الفضيحة من جديد في وجه حكومة معروف البخيت الثانية. 

القضية ما زالت تثير أسئلة لا إجابة عليها سوى الفساد.
ماهو سر وضع شرط جزائي في عهد حكومة البخيت السابقة, فلا احد يفهم كيف قبلت الحكومة هذا الشرط الجزائي, الذي تم توريثه لحكومة الذهبي لاحقاً؟

هناك من يقول ان كل القصة خلفها اسرار لاتروى, وان ضغطاً مورس من اجل مرور الاتفاقية, فمن هو الذي مارس الضغط, اذا صحت هذه المعلومة, ثم ما سر التفاصيل المخفية في كل هذا الملف, ولماذا قبلت حكومته الاولى توقيع اتفاقية وفقا للقانون البريطاني؟ ولماذا قبلت شرطاً جزائياً مرعباً؟؟والاسئلة كثيرة ولايمكن الادعاء بمعرفة الجواب من احد.

هل استفاد احد حقا من الاتفاقية ، دون ان يعلم رئيس الحكومة ذلك, ومن هو؟وهل ستؤدي التحقيقات الى كشف تفاصيل خطيرة؟

الاسئلة تتداعى ايضاً, اذ كيف سيتم التحقيق في مكافحة الفساد في هذا الملف ، هل سيتم استدعاء وزراء سابقين واعيان ورؤساء حكومات, وهل سيدلي البخيت بمعلومات او بشهادة معينة, وهي اسئلة فنية تتعلق بتفاصيل الملف من اوله الى اخره.

اذا كانت الاحالة لمكافحة الفساد لهدف سياسي واحد محدد هو القول للناس ان لا فساد خلف الملف, وهو هدف سياسي, فسيكون الامر مفهوماً ومقدراً, لتبرئة البخيت, تحديداً ، من ظلم السياسيين وغمزاتهم ، ولربما يسعى البخيت الى كشف المستور الذي لايمسه في القصة.

كان بالإمكان أن ترفض الحكومة الاردنية الأولى المشروع, وهو في مهده, مما أثار تساؤلات مشروعة عن دوافع قبولها, وليس هذا فحسب, بل موافقتها أيضا على توقيع اتفاقيه تعرض الحكومة الاردنية لإجراءات عقابية, وفق القانون الإنجليزي.

 إنها كارثة يلفها غموض, إذ لم تكشف حتى هذه اللحظة جميع تفاصيلها, ولكنها هزت أركان مجلس النواب الأردني الذي صوت أعضاؤه الإثنين الماضي على قرار إدانة رئيس الحكومة معروف البخيت دون أن يحوز على نصاب ثلثي الأعضاء لإسقاطه, بينما وجهت تهمة التورط بالفساد إلى وزير السياحة اسامة الدباس, الذي يظهر أنه سيتحول إلى كبش فداء.

بدأت خيوط قصة الكازينو تنسج في الظلام في منزل احد رجال الأعمال في شهر أيار سنة 2007, حسب ما أوردته صحيفة كل العرب, حيث اجتمعت شخصية مدنية متنفذه في الدولة لم يكشف النقاب عن اسمها بثلاثة رجال أعمال تربطهم علاقة عمل بصاحب الصفقات المريبة, محمد رشيد.  
واتفق الأربعة على إنشاء كازينو في منطقة البحر الميت, والحصول على موافقة حكومة معروف البخيت على ذلك. وهذا ما تم فعلا. وتقدم رشيد البريطاني الجنسية, الكردي الأصل, بطلب السماح له باستثمار في الاردن حيث قدم مسودة اتفاقية ودراسة جدوى لمشروع إنشاء كازينو في البحر الميت, فقام وزير السياحة في حينها اسامة الدباس بعرض المشروع على رئيس الوزراء أنذاك معروف البخيت, فطلب البخيت عرض الموضوع على مجلس الوزراء المصغر لدراسة الجدوى الإقتصادية وإبداء الرأي.  وافق المجلس في حينها عليه, باستثناء وزير الأوقاف السابق عبدالفتاح صلاح وشريف الزعبي وعبدالإله الخطيب.
وقالت المصادر أن البخيت أبدى معارضة خشية أن يستغل الموضوع في الانتخابات النيابية لعام 2007, من قبل التيار الإسلامي,  ويؤثر على نتائجها. فسارع إلى الطلب من دباس التراجع عن الإتفاقية وإلغائها.
وقد قيل في ذلك الوقت, كما قيل في الكازينو الفلسطيني, أن الأردنيين لن يسمح لهم ارتياد الكازينو.  

خسر الاردن عشرات الملايين من الدولارات, نظير التفكير الإعتباطي, أو بدقة أكبر فساد المسؤولين, الذين يقال أنهم قبضوا من رشيد وأزملامه.  


0 comments:

Post a Comment