Pages

Thursday, June 30, 2011

إرهاصات التغيير لها مظهر عنيف


سعيد الغزالي – القدس المحتلة
يخيل إلينا أن ما كتبناه عن الثورات العربية, والمجتمعات الديمقراطية المدنية التي يتعايش فيها المؤمن بالله, والملحد, السلفي والتقدمي, الليبرالي والمتشدد، تحت مظلة التسامح وقبول الآخر, وفي إطار دولة القانون، التي تكفل للجميع حرية التعبير, يكاد يكون ضربا من ضروب الوهم، أم ان الذي يجري من عنف وتوتر سياسي واجتماعي وأيدولوجي هو إرهاصات التغيير, ومخاضها الصعب.
وكي لا أكون متشائما, فإنني أميل إلى الاعتقاد بالأمر الثاني, لذلك يجب أن نتوقع حدوث المزيد من التوتر الاجتماعي, بل والعنف أيضا, إلى أن ندرب أنفسنا على قبول فكر الآخر, ولو كان صادما لنا.
فلا يمكننا أن نتوقع انتماء جميع الناس إلى فكر محدد, ولا يمكن فرض فكر معين على مجموعة من الناس بالقوة والعنف. كل مواطن يحق له أن يكون إسلاميا, أو علمانيا. والمطلوب أن يحترم الجميع قيم التسامح وقبول الآخر, بدونها لا يمكن للديمقراطية أن تنجح، ولا يمكن للمجتمعات أن تتقدم.
ما دفعني إلى كتابة هذه الكلمات، هو مهاجمة نحو 60 سلفيا تونسيا قاعة عرض سينمائي في تونس العاصمة،مما خلف أضرارا مادية وجرحى, وهم يهتفون: "الشعب يريد تجريم الإلحاد", للحيلولة دون عرض فيلم "لا ربي لا سيدي" للمخرجة التونسية نادية الفاني. اتهم السلفيون الفيلم بأنه يشكك في وجود الله ويدعو إلى الإلحاد.
حدث ذلك في تونس, المجتمع الأكثر تسامحا في نسيجه والذي يعتبر ركيزة من ركائز الإبداع وحرية الفكر, إحدى أيقونات ثورة 14 يناير كانون الثاني التونسية ومقاصدها النبيلة, بعد الإطاحة بحكم الدكتاتور بن علي.
أليس الأجدر بالسلفيين, أن يعترضوا على الفيلم, بأساليب ديمقراطية, فيكتبوا عنه, ويفندوا ما جاء فيه, ويقارعوا الحجة بالحجة, بل ويمكنهم دعوة الناس إلى مقاطعته, ولكن استخدام العنف, يضر بقضية التسامح وقبول الآخر.



0 comments:

Post a Comment