Pages

Friday, June 24, 2011

الثورة ... الثورة... الثورة



أيها الثوار, أحرقوا بقايا الانظمة في مصر وتونس ...
سددوا الضربات الثورية إلى آل الأسد والقذافي وصالح واجتثوا أنظمتهم
الثورة السلمية وهم إن لم تجتث النظام من جذوره. عودوا, أيها المصريون إلى الشوارع بالملايين, وانتفضوا ضد المجلس العسكري الأعلى, وحاكموا أركان النظام السابق
لا تسمحوا للغرب ولا للنظام السعودي أن يمتطي ثورتكم.

أيها التونسيون... جددوا ثورتكم وزخمها لاجتثاث بقايا نظام بن علي.

أيها الليبيون... لا تثقوا بالناتو, واضربوا النظام بشدة. وتخلصوا من العملاء الذين يريدون تقديم لحومكم على موائد الغرب.

أيها اليمنيون, لا تتحركوا من الشوارع قبل سقوط النظام, ولا تعيروا المبادرة الخليجية اهتمامكم, وشكلوا مجلسكم الانتقالي ليقود الثورة إلى النصر...

أيها السوريون.... لا تتوقفوا... فثورتكم ليست طائفية, هي ثورة كل السوريين, وليأخذ جيشكم, حماة الديار، دوره الثوري, وينقض على النظام وكتائبه وشبيحته. فانتم طليعة الأمة العربية. وأنتم صمام الأمام لنجاح ثوراتها.

أيها العربي في كل مكان, حان الوقت أن تتخلص من ذُلك, وتغير نفسك.

هم, أؤلئك الذين انطلقوا يهتفون بسقوط الأنظمة, ليسوا نعاجا أو خرافا أو دجاجا, بل بشر ومواطنون, وليس إنسانا من يقبل العبودية, هكذا تقول شرائع السماء والأرض, لكن ضباع الأنظمة العربية وذئابها, يتعاملون مع مواطنيهم, وكأنهم فصيلة حيوانات لا حول ولا قوة لها, وأن قدرها هو الذل والذبح, وبعد ثوراتهم الشجاعة في كل من تونس ومصر واليمن وليبيا وسورية,  أصبح المطلوب من الخراف والنعاج والدجاج والبط  وبقية المواطنين الذين لا أنياب ولا مخالب لهم العودة فورا, بالقوة العسكرية, بالوعود الخادعة, إلى داخل أسوار الحظائر وقبول العيش البائس, والحكم البائد بمكياج جديد مقابل لا شيء سوى الخيبات, دون تحقيق أية انجازات جوهرية.

وهذا يعني أننا سندخل عهدا جديدا من الذل والتبعية, وما فعلناه هو أننا استبدلنا ذئابا بذئاب، وخنازير بخنازير, وأفاعي بأفاعي.
ماذا يعني ذلك؟

لنعترف أننا لا نجيد الرقص. لقد قبلنا حكاما وقادة عسكريين حميرا وهبلا وصدقنا لغوهم الفارغ الذي سموه برامج ثورية, لكنهم استعانوا بالمستعمرين علينا, أزالوا بيادق الإستعمار القديم, وجعلوا أنفسهم بيادق الاستعمار نفسه. وأضعنا نحو خمسة او ستة عقود سدى.

وثرنا دون أن نغير أنفسنا. لم نفهم أنه إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب. الشعوب لا تريد أن تكون ذئابا, ولكن يجب أن تحمي نفسها من الذئاب. لم نحمي أنفسنا من  الذئاب سابقا, ويجب أن نتعلم الدرس الآن, فإن لم نتعلمه, فستعود الذئاب لتحكمنا. ولكن كيف أن نتعلم دون أن نغير أنفسنا.

لماذا, حدث ما حدث لنا؟
هناك من يجيب بأن التآمر والاستعمار. وقد يكون ذلك صحيحا, ولكن يجب أن لا ننسى أننا
كجماهير عربية صفقنا وهللنا وألهنا حكامنا الدكتاتوريين. وحصلنا على حكم دكتاتوري بكل ما فيه من تعاسات ونكبات وهزائم, وكانوا أشد بطشا من الاستعمار, وأشد عنفا من الصهاينة. شعوبنا ركعت, مثقفونا هربوا إلى الخارج أو عملوا بيادق صوتية للآنظمة, أحزابنا السياسية تلونت كالحرباءة واصبحت جزءا من ديكورات النظام وصحافته ونظامه القضائي الظالم, ودستوره الخائب. ومن كان ثوريا, كان مصيره القبر والسجن.

لم نقبل بأي جديد. سمينا الجديد بدعة أو ضلالة, أو تغريبا. وهادنا الأنظمة, وتعايشنا معها. وكان القتل فينا يوميا, وأغمضنا أعيننا, واخترنا أن نبقى تنابلة عاجزين, ننبش قبور موتانا, ونتغني بأمجادهم, ولا نفعل شيئا لتغيير حياتنا, أو تبديل ما سميناه ثوابتنا.  

كان مأمولا طوال خمسين أو ستين عاما مضت أن يصبح التعليم في بلادنا كالماء والهواء, ومشعا كالنجوم لكنه بقي ملوثا وآسنا وفاسدا ومعتما. كان مأمولا أن نستغل ثروات بلادنا وقواه العاملة في إحداث نهضة اقتصادية, لكننا, قبلنا أو سكتنا على ما كانت ولا زالت تفعله الحينات الاحتكارية بنا, فنهبوا ثرواتنا وبلادنا وألقوا بنا على قارعة الفقر والبطالة.

كان مأمولا أن ننشأ أنظمة ديمقراطية, تعزز مبادىء الحرية والمواطنة.  لكننا قبلنا انظمة قبلية ملكية وجمهورية وطائفية. تكلست أدمغتنا وأفكارنا, وصرنا عبرة لمن يعتبر, مجتمعاتنا ارتدت ثياب العنصرية والطائفية والعشائرية المهترئة والمثقوبة.

وصلنا إلى طريق مسدود. فثارت شعوبنا في تونس ومصر واليمن وليبيا وسورية والبحرين وأقطار أخرى. وبسرعة كبيرة, تأقلمت الذئاب مع الواقع الجديد.

الثوار, بعد سقوط فرعون  مصر لا يحكمون في مصر, بل يذلون ويضربون ويعتقلون وينهبون من قبل المجلس العسكري الأعلى, في تونس, لا تزال قبضة النظام السابق تخنق رقاب التونسيين .  وفي اليمن, تتكالب على الثوار الذئاب الخليجية والعالمية, لسرقة الثورة من أيدي الشعب الثائر ومنعه من قطف ثمارها. في سورية يذبح الثوار بدم بارد, ويشردون إلى الحدود التركية, والعالم وعرب أنظمة الذل العربي يراقبون المشهد.  في ليبيا, تذبح وحوش القذافي الثوار وتنهب ذئاب الناتو ثرواتهم النفطية, وتصادر سيادتهم واستقلالهم, وتربط نظامهم المأمول بمستقبل مجهول مرتبط بالنظام الغربي الرأسمالي, نظام النهب العالمي.  

والسؤال الكبير هو: كيف يمكن إسقاط النظام؟

النظام العربي في سورية وليبيا واليمن وتونس ومصر لن يسقط من تلقاء نفسه. والصيحات بإسقاطه, لن تسقطه, بل تسمح للذئاب المحلية كالمجلس العسكري الأعلى, وخنازير رجال الأعمال في مصر, وقرود النظام التونسي السابق, والضباع الإقليمية, كالسعودية, والقوى العالمية بالتدخل, وركوب الثورات وإجهاضها.

إنها عودة إلى الوراء.

يجب أن يتغير التكتيك, فليخلع الثوار أردية الشعارات السلمية, ويحزموا أمرهم, ويشددوا الخناق على الأنظمة, وينتزعوها انتزاعا, ويحكموا أنفسهم بأنفسهم. فالدماء التي تراق في الشوارع تصب في أوردة الثورات المضادة. 

0 comments:

Post a Comment