Pages

Sunday, June 19, 2011

الرئيس عباس ومشعل المحتاس لن يرقصا في القاهرة



سعيد الغزالي- القدس المحتلة

الحفلة تأجلت إلى إشعار غير مسمى.

حجة التأجيل: الراقصان لم يتفقا على الرقصة التي سيرقصانها.

ونحن نقول لهما: يا جماعة, خلصونا, ارقصوا رقصة الدبكة الشعبية الفلسطينية, دبكة أعراس فلسطين, فالشعب يحفظ عن ظهر قلب هازيجها. وسيرقص معكم في كل أماكن تواجده.                                                                                                          

من جديد تبدأ دوامة التريث والانتظار والمماطلة, وتأجيل الاجتماعات وإعادة الجدال والمشاحنات حول تسمية رئيس وزراء للحكومة الفلسطينية الإنتقالية, يكون مقبولا على "المجتمع الدولي", والمقصود هنا بالمجتمع الدولي إسرائيل وامريكا والدول الغربية.
 والشرط غير المعلن لرئيس حكومة فلسطينية انتقالية, كما يتصورها المجتمع الدولي. هو أن يكون مناصرا لاتفاق اوسلو. فلن تقبل إسرائيل والولايات المتحدة والرباعية بشخصية تعارض اتفاق اوسلو, سرا أو علنا, بل يريدون شخصا يقول علنا أنه سيحترم الاتفاقات الموقعة بين السلطة وإسرائيل.
اوسلو ليس خشبة الخلاص. وهذا ليس موضوعنا الآن. لكن التمسك باتفاق انهار مرارا يثير التساؤل والاستهجان.
يبدو أننا فقدنا البوصلة. ولم نكتشف اولا تريد قيادتنا المتآمرة علينا أن تقودنا إليها. إن خشبة الخلاص هي انتخاب قيادة وطنية للفلسطينيين جميعا, وليس فقط لقاطني الضفة الغربية وقطاع غزة.  
اذن, تدور السلطة في الحلقة الواقعة, خارج آفاق وتطلعات الشعب الفلسطيني. الشعب الفلسطيني يريد حكومة  أو قيادة فلسطينية ترعى شؤونه في الداخل والخارج, تحميه, وتساعده على إيجاد حلول لمشاكله اليومية, تحرص على قضيته, وتحميها من الضياع في أنفاق السياسة الدولية المعتمة.
وحماس ترقص مع السلطة رقصة التانغو على أنغام المصالحة الصورية. الراقصان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس, والرئيس محمود عباس, لن يتحفانا ويمتعا أنظارنا برقصتهما المتوقعة يوم الثلاثاء القادم, فالراقصان لا يزالان على خلاف حول الرقصة واسمها.   
كان حديث الأمس يلمح إلى شبه توافق على شخصية أو شخصيتين, سيجري اختيار أحدهما ليكون رئيسا للحكومة الانتقالية, وهما: محمد مصطفى, مدير صندوق التنمية الفلسطيني, ومازن سنقرط, وزير الاقتصاد السابق.
من الواضح أن الرجلين اوسلويان, ولكن الناطق باسم حركة حماس عزت الرشق لم يبد اعتراضه عليهما, حسبما ورد في الأخبار, بل توقع أن يتم اختيار أحدهما في الاجتماع المقبل بين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في اجتماعهما المرتقب في القاهرة.
تأجل الاجتماع إلى أجل غير مسمى, حسبما أكده أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول الذي قال بأن الخلاف على تسمية رئيس وزراء الحكومة الانتقالية لا يزال قائما.  
وقال مقبول في تصريهات نسبت إليه: "نسعى لتسمية شخصية يكون لها قبول دولي لدى الدول المانحة والمجتمع الدولي، وأن لا تأتي بحصار جديد".
وتابع "نعيش مرحلة مصيرية في معركتنا لحشد المجتمع الدولي لدعمنا في استحقاق أيلول المقبل، والوقت غير مناسب لخوض اشتباك آخر لإقناع العالم برئيس الوزراء في الحكومة الجديدة والدفاع عنه دوليًا".
ويبدو، حسب المصادر الفلسطينية, أن الرئيس عباس يتمسك برئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض، وهو ما ترفضه "حماس".
فما هو الفرق بين الاسماء المقترحة وبين سلام فياض. يؤيد جميعهم أوسلو. نحن نتحدث عن الموقف السياسي وليس عن الفروقات الشخصية والسياسية. فالخلاف ليس على شخصية مؤيدة لإتفاق أوسلو وشخصية معارضة له.  
اذن, الخلاف بين الجانبين حول امور جوهرية. هناك محاولات اسرائيلية لسحب السلطة إلى محيطها الإسرائيلي والأمريكي.
ومن يتابع التصريحات, والتحركات, يمكنه أن يرصد ذلك بسهولة. الأمريكيون والإسرائيليون, لا يريدون أن تفلت السلطة من أيديهم. والسلطة لا تريد أن تفلت من أيديهم وتدخل إلى القفص الحماسي.
اذن, ما يجري على الساحة الفلسطينية هو رقص على الحبال, وضحك على الذقون واللحى, وخداع سافر للشعب الفلسطيني.  
البديل هو تشكيل قيادة للشعب الفلسطيني, من خلال منظمة تحرير منتخبة, وممثلة لكل الشعب الفلسطيني بكل فئاته وفي جميع أماكن تواجده. ليقطع الغرب مساعداته إن لم تعجبهم قيادتنا, ستنشأ حالة ثورية جديدة في فلسطين, يحسب حسابها الغرب وإسرائيل. وتستمد هذه الحالة أنفاسها الثورية من العالم العربي.
عندها سيرضخون لنا, وسيقبلون بخيارات الشعب الفلسطيني.
هذا هو طريق الخروج من الدوامة.

.



0 comments:

Post a Comment