Pages

Thursday, June 16, 2011

صيحة الديك الفلسطيني: أمة العار امتنا

سعيد الغزالي-القدس المحتلة

عار على أمة أن يحكمها شخص يدعى بشار بن حافظ الأسد, وآخر يدعى علي عبدالله صالح, وثالث يدعى معمر القذافي, وآخرون, عار على امة يحكمها إثنان وعشرون رئيس وملك, يعتمد كل واحد منهم على عصابات النهب والقتل والتدمير. يأخذون "الشرعية" بالقوة والمال والبرلمانات والأحزاب الكرتونية, يهادنون الاستعمار, ويستأسدون على شعوبهم.

عار على أمة أن تحتل أجزاء من بلادها- فلسطين والعراق, وتتقسم إلى أجزاء أخرى, كالسودان, وتبقى صامتة او تثرثر بلا فائدة.
عار على أمة يبدد حكامها ثرواتها ولا تستفيد منها.
عار على أمة تقبل أن تسلب حريات أفرادها.
عار على أمة تفرض حظرا على نسائها.
عار على أمة ينهب تراثها.
عار على أمة يحكمها اللصوص الأفاقون, والقبليون المجانين.  

عار على أمة لا تزال تجتر ماضيها الذي اندثر في حاضرها البائس, وتثرثر عن مستقبل غامض, ولا تفعل شيئا. عار على أمة أن تقبل حكم زعماء أنيابهم معقوفة, تقطر سما زعافا ودماءً.

نعم, ثارت الأمة, أو بعض شعوبها, ولكنها لا تزال تقع في الأخطاء والخطايا, تخطو خطوة وتتراجع خطوات. الرؤية لديها ضبابية, ومفهومها عن الثورة يقتصر على تغيير الشخوص. في مصر استبدلوا مبارك بالمجلس العسكري الأعلى, وفي تونس, لا تزال الثورة المضادة تؤخر الثورة ومنجزاتها. لا يزال المستبدون أقوياء في معظم الأقطار.  

هذه هي الحقيقة المرة, والحقيقة هي مرة, وعلينا ألا نخدع أنفسنا, نحن في قاع الركب الإنساني, وعلينا أن نعرف كيف أن نصعد إلى القمة. علينا أن نتعلم أولا من أؤلئك الذين سبقونا في انتاج المعرفة, وفي إقامة صروح الحضارة, ولا نكابر ونرفض العالم لأنه يختلف عنا.

نحن لا نزال في قاع الركب الإنساني, ولم نتقدم خطوة إلى الأمام. لا زلنا ندافع عن حكامنا الاستبداديين وأحزابنا المستبدة. لا زلنا نكرس التخلف. لا زلنا نرفض الحضارة الحديثة. لا زلنا نبالغ في تقييم إنجازاتنا. فعن أي ثورة نتحدث؟

عار علينا أن نرفع رؤوسنا, طالما أننا غير قادرين على الاستثمار في الإنسان, الذي يعمل ولا يثرثر, وينفق وقته في الحديث الفارغ، والعبث الإجتماعي.

طز في أمة اتخذت من النفاق اسلوب حياة.
ليسقط  كل شخص يدافع عن التخلف, ولو كان شيخ الأزهر أو ملك السعودية.

طز في أمة تقبل أن تداس بالنعال.
أي شرف للأمة في البقاء في قاع الركب الإنساني. أين مراكز البحث العلمي في جامعاتنا؟ أين القواعد الصناعية؟ أين المواطن الذي تصان حقوقه, ولا تمتهن كرامته؟

في السعودية, يتجادلون على قيادة المرأة للسيارات, في الوقت الذي تقود فيه السعودية الثورة المضادة.  
في اليمن, يحكمون بالقبيلة والعسكر؟
في سوريا, يسيطر حزب الشبيحة الحقير على البلد؟
الملكية المطلقة تحكم البحرين والاردن والمغرب.
يحكم الجزائر بقايا أوثان جبهة التحرير الجزائرية.
وتونس ومصر في مخاض مرير, والثورة المضادة تنهش مفاصلها.
السودان, يحكمها الخسيس ابن المهزوم.
وفلسطين يرأسها رئيس فقد رجولته, وصلاحيات مجندة إسرائيلية أعلى من صلاحياته. ورضي أن يحول شعبه إلى شعب من الشحاذين.

هذه هي حقيقتنا المرة. لقد اختزلنا تاريخنا ومجدنا وعلمنا وتراثنا في أسماء قبائلنا, وأسماء زعمائنا. الصدأ يكسو عقولنا. وقبلنا أن نعيش كالتنابل, كالأطفال, نصرخ حين نتألم, وحين نجوع, ونطالب العالم أن يعطف علينا.
أصبحنا مسخرة العالم. ونكتفي بأن نطالب العالم الغربي أن يرسل قواته وجيوشه ليحتل بلادنا ويخلصنا من حكامنا الدكتاتوريين. أي سذاجة وسخف هذا الذي نحن فيه. أي غباء نعاني منه. نحن نحتاج إلى التمسك بالعلم والمعرفة, وان نندفع بقوة للتخلص من حكامنا وأن نحافظ على اللحمة والتماسك الاجتماعي.

0 comments:

Post a Comment