Pages

Friday, April 29, 2011

تخريب بيت آمنة

آمنة تحلم بالقدس وسلوان وترهب 

تخريب منزل آمنة بضخ الإسمنت في غرفة في قرية سلوان بالقدس، طريقة استخدمت بهدف عدم هدم الغرف الملاصقة، لكن ثقل الإسمنت صدع المنزل الواقع أسفل بيت آمنة، مما جعلة غير صالح للسكن، وشرد عائلة اخرى
حدث الهدم قبل عدة سنوات، واليوم تتعرض سلوان لمخاطر هدم 88 منزلا في حي البستان، بحجة أن الملك او النبي داود كان يتنزه في البستان. والهدم المزمع تنفيذه هو جزء من عمليات تهويد القدس، وبالذات قرية سلوان، التي يسميها اليهود المتطرفون عليها بمدينة داود. ومن يتجول في القرية التي لا تبعد سوى امتار عن السور الجنوبي لمدينة القدس، سيرى الأعلام الإسرائيلية ترفرف على أسطحة عشرات البيوت التي جرى الاستيلاء عليها، بطرق بيع وسمسرة أو بتزييف وثائق. تمارس ضغوط على سكان حي البستان من أجل الرحيل عن بيوتهم، ويعرض عليهم أموال لترحيلهم، إن نجحت إسرائيل في تنفيذ هذا المخطط، ستصبح سلوان مدينة داود السياحية اليهودية، وسيندثر الوجود العربي الإسلامي فيها. 
يقاوم المواطنون في سلوان هذا المخطط بإقامة خيمة اعتصام دائمة في القرية، ويتظاهرون كل يوم جمعة ولكنهم يتعرضون لضغوط أثقل من الجبال من قبل الأمن الإسرائيلي والبلدية والحكومة. اعتقل العشرات من الشبان في القرية، وتجري لهم محاكمات، وفرضت غرامات مالية باهظة على العديد منهم. وتم نفي عشرات الشباب إلى أحياء أخرى في المدينة والضفة الغربية.
هذه القصيدة تتحدث عن امرأة عجوز اسمها آمنه، اعتقل ابنها بتهمة مقاومة الاحتلال، وزج به في السجن، ثم ضخت السلطات الاسمنت في غرفة. 
شعر: سعيد الغزالي- القدس المحتلة

آمنة رغم النقع القاني لم تهزم
هدم البيت لم تهزم
قتل الابن لم تهزم 
ولدت آمنة طفلا ثان لم يهزم
قتل الثاني لم تهزم
سَمّتْ آمنة الابن العاشر موقف
آمنة موقف
قامت منه قيامة حق لن يهدم
***
هل عرفت دار آمنة؟
هل وقفت على أطلالها؟
هل قرأت وجه آمنة؟
لم يأتها الشداد من رمس الكتب
لم ينشد الشعر العظيم
يا دار آمنة بالجواء تكلمي
وعمي صباحا دار آمنة
واسلمي
لم يمر من هنا
أعز مكان في الدنا
لم يزر دارها الخطاب
لم يسل ابن الوليد سيفه
بل جاءها مسيلمة
بقيت آمنة موقف
قامت منه قيامة حق لن يهدم
***
كان وجه آمنة مكبلا بالتأسي
حاملا عقودا من تاريخ القمع
سفك الأنس من الطلع
على مقربة منها
كانت ناقلات الإسمنت تهاجم بالإسمنت
بيت الابنة
تعالى صراخ الصبية ونساء الحي بكين
بكين
حزن آسن لا يشعل نارا في أرض العرب
ولا يبعث فينا عنترة
يا شداد هلم
يا ابن الوليد هلم
حزن يفتك بالنفس
حزن يزحف كجراد
يعصف بالأخضر واليابس
ولا طلع ينبت في أرض العرب
أرض جرداء بلا طلع
والماء كثير
غيث يجري
أنهار تجري
بحار شاسعة
جبال شاهقة وسهول ممتدة
تجري
وتحت التربة نفط ومعادن
والنخل بلا ثمر والناس جياع

***
آمنة تلقى الحزن على أطلال البيت
شيء في الزيتون يبتهج القلب له
هنا يمد الزيتون غصونا على شباك
يتحدى الاسمنت
وجرذانه
شجرة ليمون أخرى مد القمع إليها قضبانه
تسحقها أثقال هائلة من اسمنت القمع
والطلع على الغصن نما
شيء في الوجه تحرك
وجه المرأة كان يحاور يستنجد بالقادر
أن يهدم صرح القمع
***
هل آمنة ترهب!
تحلم بالقدس وسلوان وبعض الكراسات من صحف مطوية
تاريخ وتواريخ وبطولات مروية
آمنة ترهب!
مدي حبال المحبة لسور تهدم
وليس حلالا عليك مد حبال المحبة
لسور تهدم
وليس حلالا عليك سكب التأسي
لسور تهدم
لماذا لبست المطرز؟
لماذا العيون حزينة؟
لماذا ارتكبت الجريمة؟
***
اقترب الوجه حزينا يتأرجح من ثقل القمع
استنجد بالقادر
وملوك العرب في قمتهم
آه آه أين العرب؟
قالت آمنة
آه آة أين العرب؟
لو تعلم آمنة
أبناء السوءة ما أكثرهم عرب
أباحوا القتل بقضاء الأمم المتحدة
مليون قتيل في بغداد
مليون آخر في الكعبة
مليون في أرض الأنباط
مليون في أرض الأقباط
مليون في أرض فلسطين
مليون في عاصمة القتلى
كم عاصمة للقتل لدينا؟
اكتئب الوجه قليلا
وانسكب الدمع سيولا
فلماذا آمنة تحلم بالقدس وسلوان وترهب؟
***
آمنة لها وجه منقوش فيه تاريخ القمع
تندت منه أطلال البيت
وقفت على أطلاله
كان الدمع في مآقيها بلورا يندى
جاءها الهدم
شباك زينه النحت الملهم
هدم
بلاط برقش بخطوط السجاد تحطم
عود نزعت أوتاره
وقميص نشلت أزراره
وكرسي مقعد
عامود رخام هدم
آمنة موقف
قامت منه قيامة حق لن يهدم
***
هنا بيت ليس كمثله بيت
هنا وجه ليس كمثله وجه
فيه التين... والسلق الأخضر
فيه بقايا أثر فرعوني
فيه قناة للماء تجري منذ قرون
فيه سماء زرقاء وحنطة
فيه أولاد في ساحة مدرسة ..
وبساتين
فيه بقايا قصر أموي إلى جانبه ارتفعت أسوار ومآذن
أليس التاريخ هنا صلاة وعبادة؟
حروب وشهادة؟
هنا شادوا
هنا بادوا
هنا هدموا
هنا هدموا
هنا عصفت ريحهم
هنا ذهبت ريحهم
تاريخ يتأجج
تقرأه في مصطبة ورواق سلطاني
هنا سوق للقطانين
هنا ميدان للصوفيين
هنا ذكرى لمعركة
هنا سيف ومتراس
هنا قلم وقرطاس
وكراسات
هنا كتب وديوان ومخطوطات
هنا عبروا
هنا برحوا
هنا بيت ليس كمثله بيت
هنا وجه ليس كمثله وجه
لكن هجرته حساسين الغبطة
كواه ضرام القمع
اختنق القلب منذ سنين
اقتربت من العينين أحدق
هل العينين تهدد أمن إسرائيل ؟
كيف أصدق!
هل فوق الجبين ميدان حرب؟
أين السنجة في رمش العين؟
كيف أصدق!
آمنة تحلم بالقدس وسلوان وترهب
كيف أصدق!
من هدم البيت؟ من شرد كل الأهل؟
آمنة ترهب!
أليس الثوب يحض على العصيان؟
كيف أصدق؟
أليس الزيتون خطر أمني؟
أليست هذي سلوان مدينة داود؟
أليست إسرائيل هنا في هذا المسجد؟
فلماذا آمنة تحلم بالقدس وسلوان وترهب؟
كيف أصدق!
كلاما يبقى الكلام
ولست أصدق
إسرائيل هنا في هذا المسجد
مدينة داود هنا
والهيكل في المسجد
كلاما يبقى الكلام
***
بيت آمنة خطر أمني على إسرائيل
كالزيتون وحجارة سجيل
الخراب الزاحف إلى البيت حنان أمني
حنان أمني
ما أرحمها إسرائيل؟
لم تقتل إلا........
لم تهدم إلا........
لم تقصف إلا........
أقل كثيرا مما ذبح العرب
مما هدموا
***
وجه آخر في الأمم المتحدة لا يأبه بالهدم
وجه يرهب حقا
وجه يتبرز قمعا
ما أقبحه حين يعربد في ماخور التنظير الفكري
تتناسل من فمه الديدان الفكرية
ولسان يلسع كالحيات
ما أقبحه حين يحشد أدران القمع
يجمع قاذورات الذل الفكري
من كل نفايات التاريخ
لا يخجل أن يقتل حلم الحرية في أرض فلسطين
يتبرج بالإفك وضباب النظريات
يبرهن أن القمع سيف مسلول يدعمه البأس
ومقام شرعي في الأمم المتحدة
ما أقبحها هذي الأمم المتحدة
ماخور أممي يبيح الفتك
يسفك حريات الإنسان
ما أقبحها حين تقول
أن الحق بلا بأس إرهاب مخذول
في كل قرارات الأمم المتحدة
ما أقبحها حين تقول
أن الحرب قرار عادل
قتل الأطفال قرار عادل
هدم المدن قرار عادل
مرحى لقرار يمنح للجوع الشرعية
تصدره الأمم المتحدة
مرحى لقرار يسند إرهاب الإرهابيين
يتقلد سيف القتل
يعلن بدء الحرب الشرعية
يؤكد تشريع القتل بالتصويت العلني والتصويت السري
القتل الشرقي مباح
القتل الغربي مباح
قتل بالجوع مباح
قتل بالقصف مباح
قتل بالدين الأمريكي مباح
قتل بالكفر الديني مباح
وهناك هناك القتل الفاخر
آه قتل فاخر
مباح أيضا يجري التصويت عليه
في أروقة الأمم المتحدة
قتل ليس بدائيا
قتل لا يستخدم فيه السيف
قتل لا تستخدم فيه النار
قتل يعمي الأبصار
قتل تموت فيه العصافير
يفنى النخيل
قتل يزرع قتلا في الأرض
يسقط فيه جيل بعد جيل
قتل بلا ضفاف
قتل لا ينتهي به المطاف إلا إلى قتل جديد
تحتضر الشمس والبحارة يموتون
***
آمنة موقف
قامت منه قيامة حق لن يهدم
آمنة تصرخ: إنهض يا ميت

0 comments:

Post a Comment