Pages

Tuesday, April 12, 2011

مقالة اليوم: السوس الذي نخر عصا الملك سليمان


حلقات حنكشتيكا الساخرة
حلقة رقم: 14
القدس

ككثيرين من المثقفين بل جلهم إلا من رحم ربك وجعلهم من القلة الطليعية، أصحاب الكلمة الحرة والفؤاد الشجاع، كان حنكشتيكا مثل أؤلئك الأكثرية المبهورة بسطوة القوة وروعة المال الذين لم يحظوا برحمة ربك،
ولم ير السوس الذي كان ينخر عصا الملك النبي سليمان، أقصد لم ير النمل الذي كان يأكل طرف عصا الملك سليمان، ولكن الذي أكلها حقا كان السوس الناخر ليس في طرفها فقط بل في كل العصا.
ولا بد من التوضيح ما هو ذلك السوس الذي نخر العصا الذي كان يتكأ عليها الملك سليمان. كان له أسماء كثيرة، نذكر أهمها وأخطرها:  الدكتاتورية العسكرية، السياسة الفاشلة،الفساد، التعذيب، ضياع الكرامة، الخيانة الوطنية والقومية، الارتباط بالقوى الأجنبية، طمس معالم الفكر، تعزيز الفكر الجبان وقتل روح الإنسان، الدعس بالكنادر على الطبقات الدنيا.
إن لم ير حنكشتيكا هذا السوس الكثير الذي نخر العصا الذي كان الملك النبي سليمان يتكأ عليها، فهو إما أن يكون غبيا أو متسلقا انتهازيا أو جبانا. فإن كان يتمتع بهذه الصفات الثلاثة، فتلك الطامة الكبرى. لكن حنكشتيكا في هذه المقالة سيحمل صفة الجبن فقط، ولعل هذه الصفة على نتانتها أفضل من الصفتين الأخريتين، فحقن الجبان بالشجاعة يعتبر من الأمور الصعبة، فالجبان جبان ولو تربى بين الأسود.

كان حنكشتيكا يخاف من الزعماء أمثال العقيد الغبي الذي هدد أنه لم "يستعمل القوة بعد ضد شعبه"، ومن فرعون مصر الذي كان مهرج القصر الجمهوري في عصر الرئيس السادات، ومن أعمى القلب أخصائي عمى العيون الذي أعرب عن استعداده لمواجهة الشعب بأجهزة أمنه الإرهابية التي تحمي مزرعته سوريا التي ورثها عن أبيه. إنه يحمل وزر ثلاثين سنة من القمع والقتل والتنكيل.  
كان حنكشتيكا ككثيرين من أؤلئك الخبثاء، ينظر للصعلوك القابع في رام الله الذي يخضع لسلطة الإحتلال ، وطبعا، كان يركع لفرعون مصر الجبار ويصلي له، وبرغم احتقاره لهذا القاعد في صنعاء على أربعة خوازيق وأربعة أمارات بين زعرانه والحوثيين والقاعدة والجنوبيين، فإنه يسمح لنفسه أن يتحدث عن إنجازاته، عن إنجازات علي عبدالله صالح الطالح.  
حنكشتيكا يؤيد كل الأنظمة الملكية والجمهورية والجملوكية والجماهيرية، وكان على استعداد دائم أن يتصدى بمدافع كلماته وصواريخ عباراته كل من يعارضها. ولا يستحي على نفسه بأن يتعاطى أفيون الخداع مع حثالات النظام المتكرشين.
لكن حنكشتيكا أثبت – برغم ادعائه الثقافة والمعرفة- أنه أجهل الجاهلين، وكان قزما أمام الفتى يوسف دندش الذي مزق صورة الرئيس الطاغية في حماة.
ألم يزعم حنكشتيكا أن شعبه حمار غير مؤهل لممارسة الديمقراطية، فغضب حماره وصاح: "أنا حمار يا حمار". انكشفت عورة حنكشتيكا. وصار أخس من كلب نجس. كان جبانا  يخشى عواقب الامور إن قال أو فعل شيئا يمكن أن يساء فهمه على أنه نقد حريري للسلطة الباغية.

كان يقول: أعيش أرنبا رعديدا محني الرقبة والرأس مئة عام ولا أسدا هصورا رافع الرأس والقامة ولكن مقتولا. بعبارة أخرى، كان يقول للسلطة: شكرا على تكرمك بحرماني من حقوقي كمواطن، بدلا من إلقاءي في السجن عقوبة لي على ما جنيته على نفسي بالمطالبة بالحقوق.

سكت على الباطل. نافق السلطة الباغية. قلب الحقائق. سار كشاة بين القطيع.

0 comments:

Post a Comment