Pages

Thursday, May 26, 2011

الحقيقة غائبة والعائلة قلقة والاتهامات غير مؤكدة


سعيد الغزالي – القدس المحتلة
باءت حتى هذه اللحظة الجهود التي بذلت والمناشدات التي رفعت إلى الرؤساء والمؤسسات الرسمية وجمعيات
 حقوق الإنسان في فلسطين وسوريا بالفشل, ولم يكشف النقاب عن أي معلومات موثقة للكشف عن مصير
 الصحفي والكاتب مهيب سلمان النواتي الذي دخل سوريا في اواخر شهر كانون أول عام  2010, واختفت آثاره
بعد عدة أيام.
وقعت أحداث الثورة السورية على عائلة النواتي في كل من غزة والنرويج كوقع الصاعقة, إذ تضاءلت الأمال
 باحتمال الكشف عن مصيره.
التساؤلات والاتهامات التي اثيرت قبل ستة أشهر أعيدت إلى الأذهان اليوم بصورة أقوى, خلال اعتصام نفذه
صحافيون فلسطينيون في مقري الصليب الأحمر في مدينتي غزة ورام الله. وبقيت التساؤلات بلا أجوبة شافية.
بيد أن التقارير غير المؤكدة تقول بأن النواتي محتجز لدى أجهزة الأمن السورية.
ويقول شقيقه مضر أن خط رحلة شقيقه من النرويج إلى دمشق لا يدع مجالا للشك بأن اختفاؤه كان في سوريا
وأن اتصاله بزوجته قد توقف في الخامس من كانون الثاني.
النواتي أب لإبنتين و4 أولاد. وقد انتقل من قطاع غزة للعيش في النرويج.
لجأ مهيب إلى النرويج بعد أحداث حزيران\يونيو 2007 التي سيطرت حركة حماس خلالها على قطاع غزة. وفي
النرويج بدأ باستكمال الجزء الثاني من كتابه"حماس من الداخل".
لاقى الجزء الأول أصداءً كبيرة وترجم إلى اللغة الإنجليزية. وحسب عائلته, فقد توجه النواتي إلى سوريا من أجل
إجراء لقاءات مع قيادة حماس هناك لإكمال الفصل الأخير من كتابه.
وصرح شقيقه مضر النواتي بأنه ناشد حكومة حماس وطالبها بضرورة التحرك للكشف عن حقيقة
اختفاء شقيقه, وقال "قدمنا مطالبات ومناشدات كثيرة للحكومة في غزة والسلطة الوطنية في رام الله،
ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، ومؤسسات حقوق الإنسان، ولكننا لا نملك سوى الاستنتاجات والتكهنات
لنخرج بمعلومات جديدة ربما تكون خاطئة.
في حين أجرت نقابة الصحافيين في غزة اتصالاتها مع اتحاد الصحفيين العرب، ومنظمة صحافيين بلا
حدود واتحاد الصحافيين السوريين في محاولة للكشف عن حقيقة اختفائه، ولم يتم التوصل
 إلى أي معلومات عن مصيره.
وزعم ناشطون بأن اختفاءه له علاقة وثيقة بحركة حماس وتحديدا بكتابه "حماس في الداخل" الذي أصدره قبل
سنوات.  
يذكر سعيد النجار, أبو عاصف ناشط في حركة فتح، بعض المعطيات التي قد تشير إلى الدولة التي قامت
باختطافه، بيد أن معطياته لم تكن أكثر من تكهنات لا يمكن الجزم بصحتها, والنواتي كما تشير مصادر الصحفيين
الفلسطينيين كان عضوا في الأمن الوقائي المحسوبين على محمد دحلان, القائد الفتحاوي والعدو اللدود لحركة
حماس.
قام بالترتيبات الإدارية لإحضار زوجته وأطفاله. وسافرت أسرته إلى النرويج بعد أحداث صيف 2007.
واصل النواتي عمله كصحفي ومؤلف في دولة النرويج بعد هجرته وقرر تحديث كتابه, تحت عنوان
عن حماس الذي ألفه في عام 2002.
بتاريخ 28\12\2010 سافر النواتي إلى سوريا, وكان المفروض أن يعود إلى النرويج بتاريخ
التاسع إلى الحادي عشر من شهر كانون الثاني 2011, أي بعد نحو إسبوعين.
وصل النواتي الأراضي السورية في نفس اليوم الذي غادر فيه النرويج. وكان يتصل بزوجته يوميا
ليطمئنها على نفسه ويطمئن على اسرته حتى تاريخ الخامس من كانون الثاني, حيث قطع الاتصال
معه منذ ذلك الوقت.
قامت زوجته بإبلاغ الشرطة النرويجية ووزارة الشؤون الخارجية النرويجية وكذلك السفارة
 النرويجية في دمشق عن اختفاء زوجها في سوريا وقدمت لهم المعلومات الكاملة عن زوجها حتى
آخر اتصال بينهما.

أرسلت السفارة النرويجية كتابا رسميا للخارجية السورية تبلغها عن فقدان أحد رعاياها في سوريا
طالبة فتح تحقيق في الشرطة السورية والبحث عنه في المستشفيات ولكن دون أي نتائج إيجابية.
يقول النجار إن القضية أصبحت واضحة وضوح الشمس. نحن على يقين بعد هذه المعطيات من هي
الجهة أو الدولة التي قامت باختطافه.
يضيف النجار: إن النواتي بعد وصوله إلى سوريا مكث فيها يومين أو ثلاثة لإجراء اتصالات, اتصل
بشخصيات من قياة حماس, كي تساعده في إكمال عملية البحث, فما كان من هذه الشخصيات إلا أن
رفعت مذكرة إلى خالد مشعل, رئيس المكتب السياسي, فأبلغهم مشعل بأن يؤجلوا اللقاء للتحري عنه
 من  قبل أبناء غزة. وأبلغ مشعل بأن النواتي من رجال الأخ محمد دحلان, وقدم أعوانه تقريرا مفصلا
 عنه. اذا التهمة ببساطة ستكون جاسوس, كونه من ملاك الأمن الوقائي ومن رجال دحلان.
أعطى مشعل تعليمات لاستدراجه إلى مكان للقبض عليه. وهذا ما تم بالفعل, في الخامس من كانون
 الثاني.
يضيف النجار متخيلا سيناريو الإختطاف ويتساءل: فمن هي الدولة التي قبضت عليه؟
 يقول النجار: الاحتمال الأول أن تكون سوريا قد اعتقلته بعد التنسيق مع قيادة حركة حماس بعد أن قدمت الأخيرة
 تقريرها الرسمي عنه للسلطات, والذي يتضمن اتهامه بأنه جاء إلى سوريا  للتجسس على قيادة حماس لصالح
 المخابرات الإسرائيلية, وهو يقبع بالسجون, ويخضع للتعذيب. والإحتمال الثاني أن تكون إيران قد اعتقلته
بالتنسيق مع قيادة حماس والجهات الأمنية السورية وتم تسليمه إلى سفارة إيران
في سوريا ثم نقله إلى إيران للتحقيق معه على قضايا أمنية.


0 comments:

Post a Comment