Pages

Saturday, May 14, 2011

ميلاد عياش الشهيد الأول والقائد الأول للإنتفاضة الفلسطينية الثالثة

سعيد الغزالي – القدس المحتلة


هكذا سيذكره تاريخ الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة: أول قائد وأول شهيد لها. لقد تسلم مقاليد قيادة ثورة شباب فلسطين من أبيه، تسلمها بدمه، ورفع رايتها بجسده النحيل.

ألصقت صور الشهيد القائد مرفقة بتاريخ استشهاده في 13-5-2011 على جدران بيته في حي سويح بمنطقة راس العامود.
سقط ميلاد عياش شهيدا يوم الجمعة أي قبل يومين من حلول الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية، وانطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة في هذه الذكرى. كان لميلاد عياش شرف أن يكون شهيدها الأول وقائدها الأول. وكان له شرف أن يكون من مدينة القدس ومن ذلك الحي الذي يطل على الحرم الشريف.

حيا والد الشهيد ميلاد وجهاء المدينة الذين جاءوا لتقديم واجب العزاء وشكرهم على ما فعلوا، ولكنه .... قال لهم تنحوا. نعم تنحوا. قالها بدماثة ولطف.

هذا ما فعله الأب سعيد عياش، الذي كان قائدا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لكنه تنحى لابنه الفتى ميلاد. إنها روح ثورة شباب فلسطين، الروح التي سأمت القيادات الفاشلة، وهي روح شباب ثورة تونس ومصر واليمن وسوريا وبقية الأقطار.
  
إلى ساحة بيته الحجري في حي سويح، جاء المفتي والمطران ولفيف من وجهاء مدينة القدس لتقديم واجب العزاء إلى العائلة ، بعد دفن الشهيد ميلاد بسرعة وقبل أداء صلاة الظهر على جثمانه في المسجد الأقصى، بضغط من قوات الإحتلال الإسرائيلية.

أصيب الفتى القائد برصاصة قاتلة في بطنه، امام بناية بوتين الاستيطانية في بطن الهوى، ونقل إلى مستشفى المقاصد، وحاول الأطباء إنقاذ حياته، دون جدوى، توفي ميلاد في الساعة الخامسة صباحا، وجرت جنازته في الساعة العاشرة.
  
بعد الظهر، المفتي محمد حسين والمطران عطاالله حنا والوجهاء وصلوا إلى بيت الشهيد، ابن السابعة عشر عاما، وألقوا خطاباتهم، ثم ركبوا سياراتهم وجيباتهم وذهبوا. قالوا لوالده سعيد الصحفي والأسير المحرر:إن ابنك شهيد وأنهم جاءوا لتهنئته لأنه شهيد، وتعزيتة لفقدان فلذه كبده، وتحدثوا عن الشهادة والجنة، وحق عودة اللاجئين والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

 قال المفتي كلاما جميلا، ولكنه مكررا، وكذلك كان كلام المطران عطاالله حنا، والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية، الذي عبر عن سخريته واحتقاره للإحتلال. وحدثنا عن النمرود وفرعون، وأنهما زالا كما أن الإحتلال إلى زوال أيضا.

كان سعيد عياش والد الشهيد جالسا في ساحة البيت وصورة القائد الشهيد ميلاد معلقة على الجدار يستمع إلى كلامهم الجميل المكرر. نهض عن كرسيه وقال كلاما مختصرا ولكنه كان كلاما جديدا. قال عياش: أنا ربيت وعلمت ابني ميلاد ليكون رجلا صالحا. وأنا أفتخر به، وأقدر مشاعركم ومجيئكم لتقديم العزاء، وأريد أن اذكر في هذا المقام عبارة حكيم الثورة التونسية أحمد الحفناوي الذي قال: هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية. ثم شكر كل الذين جاءوا للتعزية من عكا وحيفا ومحافظات الوطن. وقال إن الشعب لن ينسى نكبة الوطن عام 48، وهو واع لكل القوانين العنصرية التي وضعها الإحتلال، ولكن الإحتلال، كما قال الشيخ رائد صلاح إلى زوال.

أضاف سعيد عياش: ناضلنا وهرمنا في السجون من أجل هذه اللحظة التاريخية لكي نشاهد هذا الجيل الذي يقودنا. لقد كبر ابني وترعرع وهو يرى الجنود والمستوطنين في سلوان وحي البستان، اليوم ابني شهيد، والشهداء في أحياء أخرى في المدينة في مخيم شعفاط وجبل المكبر. نحن نأمل أن نأخذ العبرة من دماء هؤلاء الشهداء. نعم يجب أن نأخذ العبرة. وأن ندعهم يقودوننا، لأننا لم نعد قادرين على قيادة هذه المسيرة. أرجوكم دعوهم يقودوننا".  

1 comments:

Unknown said...

الى جنان الخلد يا ميلاد الثورة وميلاد الحرية وميلاد الامل .يا من غسلت بدمك الطاهر وطأت جندي همجي وعطرت سماء الوطن وفضاء الحقيقة بعبق روحك الثائرةوانتصرت بعد موتك يا شهيد الشهداء يا ميلاد الشرفاء

Post a Comment