Pages

Sunday, May 8, 2011

تحالف مخابرات الأنظمة والموساد والحركات السلفية ضد الثورات



هكذا تكلم حنكشتيكا
سعيد الغزالي- القدس المحتلة


 ذكرنا سابقا كيف استهجن حنكشتيكا موقف حماره، وانتقاله بسرعة من تأييد الثورة ضد بشار الأسد، إلى إدانة ثورة الشعب عليه،  مرددا بأنها ثورة مندسين ومخربين، ولكنه لم يعلم أن الشعب بجموعه الكبيرة، الذي خرج إلى الشوارع في درعا وبانياس والصنمين وحمص وحماة، وهتف بالصوت العالي هتافات الحرية والعدالة وتطالب الرئيس وحزبه بأن يحل عن الشعب، فليس من المعقول أن يعتبر الشعب  مندسا، ويعمل وفق أجندات غربية 
  
قال حنكشتيكا لـ حماره:  بدري عليك يا حمار... حتى الآن مش عارف بأن أصابع أمريكا الخفية والعلنية وكذلك أصابع إسرائيل وربما إيران ودولة قطر والسعودية، وأجهزة المخابرات، وحركات السلفيين، وفلول المرتزقة من حركات القوميين،  تلعب بالثورات العربية، وتسبب لها هذا الضياع والتيهان.

اصفر وجه الحمار وتهدلت أُذناه، ولم يقوى على النظر في عينيّ حنكشتيكا، ظن أن شيئا ما حدث له، دون أن يحس به، أو دون علمه، واستدار مخزيا، وابتعد عن سيده حنكشتيكا، متعللا بأن لديه مشاغل. فأشهر حنكشتيكا نبوته، وضربه ضربتين على مؤخرته، فأوجعه، واضطر الحمار أن يرضخ، وأخذ يتوسل إليه بألا يضربه، فيكفيه ما هو عليه من الهوان.
  
حنكشتيكا: أسمعت ما قلته لك، أم تريد أن تسمعه مرة ثانية.

الحمار: .أسمعني يا سيدي، والله أنا صرت مضروب براسي. مش عارف راسي من أساسي؟ وين الصح، أو وين الغلط؟

حنكشيتكا: هناك أصابع أجنبية ومخابرات وحركات تلعب بالخفاء والعلن يا حمار. ألا تحس بها؟


الحمار: بلى احس، ولكني مطغمش. يعني بلاش فضائح.

حنكشتيكا: مطغمش. يا ابن الحمار، حاسس بالأصابع وساكت، والله لأحرقك...

الحمار: أرجوك ، بلاش الحرق. اعمل اللي بدك إياه فيّ، بس بلاش الحرق.

عادت الرصانة إلى وجه حنكشتيكا، وألقى بالنبوت جانبا، وقال للحمار، بلغة المحللين الاستراتيجيين الذين يظهرون على شاشات التلفزة، وقال: أنت تعلم اننا نعيش وضعا ثوريا، ولا طغمشة بعد اليوم، سنكشف كل الحقيقة للجماهير.

الحمار مبررا: طغمشت لأني شكيت بأن الحكاية ليس لها اساس من الصحة. يعني هادي الدول والحركات والمخابرات والمرتزقة ليسوا الذين بدأوا الثورات.

حنكشتيك: معقول ؟


الحمار: معقول ونص.

حنكشتيكا: اذا كان كلامك صحيحا، لماذا هذه التدخلات السافرة في ليبيا وسوريا واليمن والبحرين ؟ ولماذا تحدث هذه الحروب الطائفية، ولماذا يتقاتل المسلمون  والمسيحيون في مصر ويسقط في القتال الضحايا. إنها أصابع واضحة، افتح صفحات التويتر يا حمار، وشوف الشحن والتحريض وحركات الأصابع.

الحمار: طبعا توجد تدخلات، وحركات وأصابع، يريدون ركوب الثورات. ولكل أسبابه، علشان هيك يمكن أقول أنا حسيت بالأصابع، وطغمشت، وفكرت أن الثوار سينتبهون لهذه الأصابع ويقطعونها، ويبقى الأمر سريا.

حنكشتيكا: الآن يا حبيبي ما بدنا نطغمش ولا نغمض أعيننا عن أي شيء نراه. إذا في أصابع، تقول بالصوت العالي: يوجد أصابع تلعب، إذا إشي تاني أخطر من الأصابع، لازم تحكي، لا حياء في الثورة، مفهوم.

الحمار: مفهوم. أنا عندي اسئلة، ولا أعرف كيف أجيب عليها.

حنكشتيكا: اسأل

الحمار: إذا كان الناس الذين ينظمون الإحتجاجات مرتبطين بأمريكا، إذا كانت إسرائيل لها أهدافها، وإيران تمتلك أجندة خاصة بها، ما هي مصلحة أمريكا وإسرائيل وإيران من حدوث اضطرابات في الوطن العربي؟ لماذا يريدون التخلص من الأنظمة الدكتاتورية؟

حنكشتيكا، هز رأسه كالعارفين، وقال بلهجة الواثق من نفسه: لدي إجابات على هذه الاسئلة، اطمئن.

الحمار: طنيبك، اشرح لي وفهمني بحياتك ماذا يجري حولي، أشعر أني كالأطرش في الزفة، انجرف في تيار الأحداث متحمسا، ولا أعرف إن كنت مسيرا فيها أم مخيرا. إلى أين نحن ذاهبون؟ أرجوك، اريد معطيات ومعلومات، ولا أقبل منك بأن تخدعني بالشعارات.

حنكشتيكا: لا شك ان البلاد العربية يحكمها رجال لم يرضعوا من لبن إمهاتهم، ولم ينهلوا من حضارتهم، ولم يؤمنوا بها أبدا، ولم يخدموا شعوبهم بل كان جل اهتمامهم التمسك بكراسيهم، والالتصاق بها إلى الأبد، ثم توريثها للابناء من بعد موتهم. أتوافقني على ذلك؟

الحمار: أوافق على ذلك. ولنا في ذلك أسطع مثال في سوريا، بشار الأسد، الذي ورث 
.الحكم عن أبيه

حنكشتيكا: أتوافقني إن زعمت أن سجل الزعماء العرب أسود، ارتكبوا المذابح والجرائم، واقترفوا الموبقات، وسرقوا ونهبوا وأذلوا شعوبهم، ولا يتورعون عن ارتكاب أي فعل دنيء في سبيل تمتين سلطتهم، ولو تطلب ذلك خيانة الوطن والتآمر عليه.

الحمار: أوافق، ولكني لن أصدق شيئا إن لم تدعم قولك بمثال. فالناس قد تعبت من الكلام العام المضلل.

حنكشتيكا: سأفعل، والفضايح كثيرة، والزعماء كثيرون، عن أي زعيم تريدني أن آتيك بمثال عن خيانته؟ هل تريدني ان اتحدث عن زعيم خائن ميت أو لا يزال حيا يرزق؟

الحمار: دع الميتيين يرتاحون في قبورهم، اريد أن أسمع مثالا عن خيانة زعيم حي يرزق.

حنكشتيكا: أتريد أن أذكر قصة خيانة زعيم في بلد حدثت بها بها الثورة وتنحى حاكمها، أم قصة خيانة في بلد تشتعل فيها الثورة؟

الحمار: بل أريد أسمع حكاية خيانة رئيس في بلد لا تزال الثورة فيها مشتعلة.

حنكشتيكا: اذن عليك أن تختار بين علي عبدالله صالح، ومعمر القذافي وبشار الأسد.

الحمار: أختار بشار الأسد، وذلك لموقع سوريا الاستراتيجي في المنطقة، وتأثير أي تغيير فيها على الشرق الأوسط، فسوريا ليست أقل أهمية من مصر.

حنكشتيكا : أحسنت الإختيار. فهذا زعيم مقاوم، ممانع ولكنه خائن.  

الحمار: لا تقل ذلك حتى تأتيني بالبرهان، فهو في نظري لا يزال مقاوما وممانعا.

حنكشتيكا: سأثبت لك أنه ليس كذلك. أمهلني إلى الغد، وفي الغد يأتيك البرهان.


0 comments:

Post a Comment