بقلم / عبد الناصر فروانة
22 مايو 2011
عبد الناصر فراونة, أسير سابق وباحث مختص في شؤون الأسرى
يتذكر أسرى فلسطينيين رحلوا, وأسرى آخرين لا زالوا في المعتقلات, وهو يذكرهم ويتذكرهم ليؤكد أن أسرى فلسطين الداخل يجب أن تشملهم أية صفقة لتبادل الأسرى. ويقول إن أية صفقة تبادل تتجاوزهم وتقفز عنهم هي مرفوضة فلسطينيا. يضيف: إن مدى تمسكنا كفلسطينيين بتحريرهم يعكس مقدار تمسكنا بتحرير يافا وحيفا والرملة ، وأظن أن الفصائل الآسرة لـ " شاليط " لن تخذلهم .
ويكتب فراونة عنهم بمناسبة تأبين الشهيد الأسير المحرر شوقي سعيد الخطيب من كفر حنا بالجليل الذي رحل بعد صراع مرير مع مرض السرطان. كان أحد مؤسسي التنظيم العربي اليهودي.
يقول فراونه: أسجل عجزي وفشلي في اختيار ما يُليق ولو بالحد الأدنى من الكلمات بهذا المناضل العريق ، الذي كان من رواد الحركة الوطنية منذ الستينات ، وتميز خلال فترتي أسره ( الأولى والثانية ) في السجون الإسرائيلية والتي امتدت لقرابة ستة عشر عاماً ، بالصلابة والقوة ، فيما وبعد تحرره كان أحد أبرز النشطاء في جمعية أنصار السجين ورعاية أهالي الأسرى في الداخل.
يتذكر أيضا
عبد الرحيم عراقي ، داوود تركي ، حسن يونس, ويكتب: أسماء نحفظها كفلسطينيين عن ظهر قلب ، لأنها محفورة في سفر النضال الوطني الفلسطيني وفي سجل الحركة الوطنية الأسيرة ، بالضبط كما نحفظ الطيرة وحيفا وعكا والجليل تلك المدن التي احتضنتهم ، والتي خُطت أسمائها بحروف راسخة وبارزة على الخارطة الفلسطينية .
ولسنا بحاجة لمن يُذكرنا بهم وبتاريخهم النضالي العريق ، أو لمن يسرد لنا سيرهم النضالية المشرقة ومسيرتهم الكفاحية الطويلة .
كما لسنا بحاجة لمن يستعرض معاناتهم وتضحياتهم خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي لسنوات طويلة تجاوزت لكل واحد منهم العقد من الزمن ببضع سنوات.
لسنا بحاجة إلى كل ذلك ... لأنهم حفروا أسمائهم في ذاكرتنا منذ زمن بعيد ، وحجزوا لأنفسهم مكانة عريقة في وجداننا وتربعوا على عرش أفئدتنا واستحوذوا على جُل احترامنا وتقديرنا ، فشكلوا نماذج تُحتذى في النضال والكفاح ، في الصبر والجلد والقدرة على التحمل ، وعناوين بارزة ( لا ) يمكن تجاوزها ، ولن يجرؤ فلسطيني أياً كان القفز عنها .
فهم عناوين لقائمة طويلة من الأسرى المحررين من الأراضي الفلسطينية التاريخية التي احتلتها " إسرائيل " عام 1948 ، عناوين لأسرى محررين عانوا معنا آلام السجن وقسوة السجان ، وشاركونا النضال جنبا إلى جنب في مواجهة إدارة السجون ، رحلوا عن الدنيا ولم يرحلُ من قلوبنا .
باقون فينا .. لم ولن يرحلوا .. كحلمنا بالعودة إلى الأراضي الفلسطينية التي احتضنتهم ، ونحبهم كحبنا الأبدي لـ يافا وعكا ، اللد والرملة ، باقة الغربية وحيفا ، عارة والمثلث ، الجليل وكفر قاسم ، الطيبة والطيرة وأم الفحم ،..
ولأن السجل طويل وعريق فإننا ( لا ) يمكن أن نفصل ما بين الشهداء من الأسرى المحررين ، وما بين أولئك الشهداء مع وقف التنفيذ الذين لا يزالوا قابعين في سجون الاحتلال منذ عقدين وما يزيد ، ويحضرنا هنا شيخ المعتقلين الأسير سامي يونس من عارة ، ووليد دقة من باقة الغربية ومخلص برغال ومحمد زيادة من اللد، ومحمود جبارين من أم الفحم ، والقائمة تطول وتطول.
ويذكر الأسرى الشهداء ومنهم: الأسير المحرر منير منصور ، قدري أبو واصل ، فراس العمري ، غسان وسرحان عثامله , سناء سلامة ، سحر عبدو ووردة بكراوي .
نعم .. إنه لشرف عظيم لي ولأي إنسان الكتابة عن الشهداء عموماً ، لكن حقيقة من الصعب بل من المستحيل أن تفي الشهداء الأسرى حقهم.
0 comments:
Post a Comment