سعيد الغزالي- القدس المحتلة
الديك العراقي ينزف ويترنح ألما وهو يرزح تحت نير احتلال أمريكي سافر, ونفوذ إيراني واضح, وحكومة تتراقص كبندول الساعة بينهما, حكومة عراقية حولت العراق إلى مستنقع يحتل الخانة الأولى في الفساد عالميا, وشرعنت الطائفية وباركت فرسانها ولصوصها, فنال الفاسدون الطائفيون قصب السبق في أرقام غينيز بالتخريب والتدمير لمقدرات العراق.
وجاءت الصفعة مؤخرا من دولة الكويت. صفعة أذلت العراق وشعبه, فصاح الديك العراقي من الألم, وعبر عن غضب يغلي في جوفه كبركان. أقسم الديك العراقي أن يعيد كل شبر أرض سرق منه, وكل برميل نفط نهب وسحب من آباره, وأقسم أن يعاقب حكومة العراق التي عاشت وترعرعت على القتل والتهجير والتخريب والتدمير.
الديك الكويتي رد: أنا اعمل ما يحلوا لي في مياهي الأقليمية. الأول ازداد غضبا والثاني طلب استخدام طرق وقنوات رسمية لحل المشكلة, لكن المشكلة أكبر من أن تحل, فالفريقان متمسكان بموقفهما. والأحقاد بينهما كبيرة وعميقة.
هناك مجموعة كبيرة من الأزمات لا أول لها ولا آخر بين العراق والكويت, والأزمة الأخيرة تتعلق بميناء مبارك الكبير الكويتي, وهو ميناء قيد الإنشاء يقع في شرق جزيرة بوبيان الواقعة شمال الكويت.
تظاهر العراقيون ونددوا وأصدروا البيانات معتبرين أن ما تقوم به الكويت سيؤدي إلى خنق الرقبة الجنوبية للعراق والقضاء على خطط مستقبلية بإقامة ميناء الفاو الكبير العراقي الذي سيكون بوابة شرق آسيا على اوروبا ودول البحر المتوسط. وإذا أنجز بناء الميناء الكويتي, بأرصفته الستين, فإن السواحل العراقية ستتقلص إلى مسافة خمسين كلم, بينما ستمتد السواحل الكويتية على مسافة 500 كلم. دولة كبيرة بحجم العراق بحكومة عميلة خاضعة للإحتلال تحاصرها دولة قزمة متعملقة, لكنها غنية ومحمية بقوات الإحتلال الأمريكي.
وقال الكويتيون إن التحركات العراقية الهادفة إلى إيقاف إنشاء ميناء مبارك الكبير, هو تدخل صارخ في شؤون الكويت الداخلية. وقال المعارضون العراقيون إن الكويت تحاول غلق الخليج العربي أمام العراق وقطع الشريان البحري الوحيد الذي تتغذى منه الموانىء العراقية.
صاح الديك العراقي: إن بناء ما يسمى ميناء مبارك الكبير يلحق الأذى بالعراق ويحرمه من أي إطلالة له على البحار والمحيطات،لأن تلك الركائز الكونكريتية العملاقة التي ستقع في منتصف القناة الملاحية، ستحجز كمية كبيرة من أمواج البحر وتمنعها من الوصول إلى ميناء أم قصر وخور زبير. وستتحول العراق إلى دولة حبيسة لا منفذ لها على البحر, بل ويدمر اقتصاد العراق وتداس سيادتة.
وقال الديك الكويتي هازئا: إننا نشيد الميناء في أراضينا وسيكون من أهم الصروح الاقتصادية الكويتية في المستقبل.
ولا ينسى الديك العراقي أن الإستعمار البريطاني اقتطع الكويت من أرض العراق وكانت تابعة إلى قائمقامية البصرة، في نهاية القرن الثامن عشر الماضي وأسس الاستعمار إمارة آل الصباح. صاح الديك العراقي بقوله: إن دولة الكويت تتآمر مع المتآمرين داخل العراق لتنفيذ مشاريع الفيدرالية والأقاليم لتفتيت وتجزئة العراق.
0 comments:
Post a Comment