Pages

Monday, May 23, 2011

حكاية نظام: الموضوع مضحك ومبك ومقزز ومخز


سعيد الغزالي- القدس المحتلة

لكني لا أريد أن أقفز إلى الاستنتاجات, بل أعرضها كما هي, مشيرا إلى خلفياتها.
بدأت الحكاية, منذ أن خلق الله النظام الدكتاتوري في ستة أيام, اتحدث هنا عن الوطن العربي واحواله في الفترة التاريخية التي أعقبت اتفاقية سايكس- بيكو وحتى الآن, أتحدث عن دكتاتورية العصر الحديث وليس الدكتاتورية التي لازمت تاريخنا منذ ألفي عام.

 أقول خلق الله النظام الدكتاتوري, ومعه خلق الله المخابرات والأجهزة الأمنية, والجيش, والحكومة ومجلس الشعب والإعلام العربي الرسمي ثم استوى الرئيس أو الزعيم أو الملك على عرشة, ثم كانت دولة, ثم بسطت نفوذها على الناس, ثم أقامت السجون, ثم حكمت بالقسطاس والعدل,  عدل القوي وقسطاس الظالم, ثم جاء الإعلام الصادق الذي لا ينطق عن هوى, ليذكر الشعب بعدل ومآثر الرئيس أو الزعيم أو الملك.

استمر الحكم بهذه الطريقة, بطريقة عدل القوي منذ أن تشرذم الوطن العربي إلى دويلات متناحرة, تخاصم الصديق وتصادق العدو, تناصر المعتدي, وتظلم المعتدى عليه, دويلات تقف في صف الأعداء ضد شعبها, دويلات يحكمها رؤساء لا يترددون لحظة واحدة في إطلاق الرصاص بل القذائف والصواريخ على المحتجين من أبناء الشعب, وينعتونهم بمختلف النعوت: يقولون بأن المحتجين متطرفون, سلفيون, مندسون, متآمرون, يخدمون أجندات أجنبية, يقولون بأنهم عصابات مسلحة, ومزيفون يفبركون المعلومات.

وقد رأينا ذلك في معظم الأقطار العربية التي تمرد شعبها على الحاكم, وكان هذا الأمر واضحا كل الوضوح في ليبيا واليمن وسوريا. هناك في هذه الدول قسوة ما بعدها قسوة, وإجرام ما بعده إجرام, وتزييف للواقع ما بعده تزييف. هذا ما يراه المراقب المحايد.  

 وحمار حنكشتيكا يقف إلى جانب النظام, فهو لا يصدق الأشرطة المفبركة المبثوثة في الشبكة العنكبوتية, بل يصدق النظام، وهنا أتكلم- أنا وليس حمار حنكشتيكا- عن سوريا ونظامها الأسدي الذي مارس كل أنواع الكذب والتضليل المفضوح لوصم الثوار والمحتجين بالكذب والتصرف بناء على اجندات وتعليمات من الخارج, وكأن الظلم الذي أصابهم من أفعال النظام, وكأن المذابح التي ارتكبها النظام خلال عقود غير كافية وغير مبررة للشعب أن يهب ويتمرد على الضيم.

رد النظام على الثورة بالكلام البائس عن  عملية إعادة بناء الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة, وكأنه هناك دولة ومؤسسات, وسوريا تحكمها عصابة برئاسة بشار الأسد, وجه النظام المقبول, وشقيقه ماهر الأسد, الوجه البشع للنظام. التقى النظام برموز وفعاليات المجتمع الأهلي، بعد مرور شهر على الاحتجاجات, كان الشعب السوري خلاله يشيع الشهداء كل يوم.

شكل النظام حكومة جديدة، وكان ذلك ذر رماد في العيون، فالأمور لا تدار في سوريا من قبل الحكومة الصورية, بل تدار من قبل الحكومة الأمنية, الثابتة وغير المتغيرة,  حنكشتيكا يصر على أن ما فعله الأسد كان أمرا جديا, وخطابه أثلج قلبه ولقاءات النظام مع الإصلاحيين مهد الطريق لتطبيق برنامج عمل إصلاحي واضح وتفصيلي سواء في الشق السياسي المتعلق برفع حالة الطوارئ والعمل على قوانين الأحزاب والتظاهرات السلمية والانتخابات والإعلام, أو في الشق الاقتصادي المرتبط بمكافحة البطالة والفساد عبر آليات المراقبة والمحاسبة.

يعتقد حمار حنكشتيكا أنه لا مبرر لاستمرار الاحتجاجات, زاعما أن الرئيس أعاد الاطمئنان للنفوس, وأن الهدوء والاستقرار يجب أن يسود وأن يعطى الرئيس فرصة لتطبيق برنامجه الإصلاحي. لذلك ألقى الرئيس الأسد الكرة في ملعب المحتجين وأمرهم بالعودة 
 إلى بيوتهم, ولكن المحرضين استمروا في حملاتهم التحريضية وبدأوا بعملية تزييف للحقائق واسعة النطاق. 
وسنرى في الحلقة القادمة ماذا فعل المحرضون.


0 comments:

Post a Comment