سعيد الغزالي – القدس المحتلة
مجزرة مخيم اليرموك تؤكد أن الجبهة الشعبية – القيادة العامة كواحدة من الفصائل الفلسطينية هي جزء من النظام العربي القمعي الفاسد, ولا يختلف فعل النظام العربي عن فعل الفصائل التي تقتل أبناء شعبها, بالرصاص أو بالنهب أو بالاستسلام للعدو أو المقاومة الكلامية.
ما هو اخطر قد وقع: العار.
العار أن يقتل الفلسطيني الفلسطيني.
الجبهة الشعبية- القيادة العامة قتلت الفلسطينيين مرتين. الأولى عندما زجتهم في معركة غير مدروسة خدمة لأغراض سياسية لصالح النظام في سوريا, والثانية عندما قتلتهم بإطلاق النار عليهم.
ما هو أخطر قد وقع: العار.
هكذا اختتمت قناة الجزيرة تقريرها عن قيام عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة بإطلاق النار على مشيعي جنازات الشهداء الفلسطينيين في شارع الثلاثيني في مخيم اليرموك في دمشق, يوم السادس من حزيران, أثناء تشييع ثمانية جنازات انطلقت من جامع الوسيم.
في الذكرى الرابعة والأربعين لعار هزيمة عام 1967,أطلقت إسرائيل النار على الزاحفين العزل إلى فلسطين وقتلت 23 شخصا وجرحت المئات. وهذا عار. عار على القاتل المدجج بالسلاح أن يطلق النار على متظاهرين عزل.
وعار أكبر على أنصار الجبهة الشعبية الذين أطلقوا النار على أبناء شعبهم, فقتلوا 14 شخصا وجرحوا 43 من مشيعي جنازات مسيرة العودة.
وعار وشنار أصاب الجبهة الشعبية القيادة العامة وقائدها أحمد جبريل، عندما أصدرت جبهته بيانها الذي اتهم الذين شاركوا في الجنازات بأنهم "عملاء للموساد الصهيوني, حاولوا إفساد قيم الشهادة في مسيرة العودة".
عار على أؤلئك الذين ربطوا مصيرهم بالنظام السوري, يحالفون من يحالف, ويعادون من يعادي, ولو كان المعادي للنظام الشعب السوري, أو الشعب الفلسطيني المقهور والمنفي في ارض الأشقاء- الأعداء.
عار على قادة الجبهة عندما يزعم بيانها بأن مشيعي الجنازات الغاضبين على استشهاد أبنائهم, الذين سقطوا شهداء الحسابات السياسية, "مرتبطون بدوائر التآمر على المقاومة".
أين هي الجبهة الشعبية-القيادة العامة طوال العقود الماضية؟ لماذا لم تشعل الجبهة على حدود الجولان المحتل نارا وغضبا؟ طبعا, لا تستطيع أن تفعل ذلك, لأن النظام السوري لم يكن يريد مواجهة عسكرية مع إسرائيل.
ولكن النظام, استجابة لحسابات جديدة, بعد اندلاع ثورة الشعب السوري ضد النظام الفاسد والدموي, فتح جبهة جديدة في الجولان, يقوم بها الفلسطينيون, لإبعاد الأنظار عما يحدث في سوريا.
لماذا مسيرات العودة من سوريا فقط؟ فلتكن العودة من سوريا وغيرها ضمن خطة مدروسة. لكن الجبهة الشعبية تنساق إلى تنفيذ المخطط, وتثبت أنها أداة في يد النظام السوري, ولو كان ذلك على حساب أبناء الشعب الفلسطيني.
وهذا ما يجعل الجبهة الشعبية – القيادة العامة, وربما غيرها من الجبهات والمنظمات جزءاً من النظام العربي المستبد الفاسد القمعي.
عار عليك يا أحمد جبريل أن تقتل أبناء شعبك.
ولا يخجل جبريل أو المسؤول عنها الذي أصدر بيانها عندما يدعي "أن مجموعة من الأشخاص المشبوهين الذين تحركهم الولاءات السياسية والأمنية المعادية للمقاومة وثقافتها عملت منذ فترة إلى الإساءة إلى معاني مسيرات العودة الشعبية".
أهي مقاومة يا أحمد جبريل أن تقود أبناء فلسطين إلى ميدان القتل على الحدود؟
وكيف تزعم أن النظام السوري داعم للمقاومة. داعم للمقاومة أم داعم للمأجورين الذين يركبون ظهور حمير المقاومة الكلامية. هل وقوفك مع النظام ضد الشعب السوري المطالب بالحرية عمل مقاوم؟
متى تتوقف عن التعامل مع أبناء شعبك كبشر وليس كبهائم. تأخذهم إلى ساحة القتل, ثم يمشي أتباعك في جنازاتهم. ولو فرضنا جدلا أن الناس المفجوعين بأبنائهم هاجموا مجمع الخالصة للشؤون الإجتماعية في مخيم اليرموك, وهم قد فعلوا, أيرد قناصة الجبهة الشعبية على المحتجين بإطلاق الرصاص؟
قال شهود عيان 'ان المشيعين تهجموا على مسؤول الجبهة الشعبية في الخارج الدكتور ماهر الطاهر على انهم السبب في وفاة اولادهم، مما دفع مرافقي الطاهر لاطلاق الرصاص في الهواء لابعاد المتهجمين على المسؤول الفلسطيني مما ساهم في زيادة المواجهات".
سبحان الله, الرصاص في الهواء يصيب الرؤوس والصدور.
اضاف شهود العيان ان "المشيعين طردوا ممثلي الفصائل الفلسطينية واتهموهم بانهم السبب في وفاة أبنائهم وانهم لم يذهبوا الى الجولان". وردد المشيعون 'الشعب يريد إسقاط الفصائل، يسقط احمد جبريل ويسقط جيش التحرير، الجيش السوري وين؟".
0 comments:
Post a Comment