Pages

Wednesday, May 18, 2011

زناخات أبو زناخة جزء 3


حكايات البطش في سوريا

وقد تسألوني عن الطريقة التي أصبحت فيها عاملا نشطا في سلك المخابرات، بعبارة أخرى، كيف تم تجنيدي، فسرت على درب حماري بالارتباط بجهاز أشيطن من الشيطان الرجيم، وأعماله أكثر فظاعة من أعمال الشيطان. هناك قصة مثيرة، ويعود الفضل في حصولي على هذه الوظيفة إلى حماري. أصبحت مؤرخا لأمجاد المخابرات السورية وحافظا لأقوال أبي زناخة، رويت عنه الحكايات لتحفظ الأجيال السيرة الطيبة للنظام وآل الأسد الكرام.
قال عريف الحفل الصحفي نصر نصري نصر مستهجنا: أيجوز لحنكشتيكا أن يتحدث عن أمجاد المخابرات السورية في يوم تاريخي من أيام الثورة، في يوم تحتفل الجماهير بانتصارها على النظام؟
فرد حنكشتيكا: اصبر وتريث. وستفهم القصة، بعد أن اكملها.
رد نصر نصري نصر: أرجوك لا تفسد علينا فرحتنا، يكفينا ثلاثين أو أربعين عاما من الأضاليل والكلام عن الأمجاد الزائفة.
قال حنكشتيكا: يا رجل استمع وتحمل، فما أريد أن أقول أن الثورة ستنتصر حتما، ولكن يجب ألا ننكر أفضال النظام الأسدي علينا، فنذكرها للتاريخ.
قال نصر نصري نصر: أتسمي النكبات والهزائم أفضال. ما هذا إلا كلام تضليل في تضليل، وتدليس في تدليس.
توجه حنكشتيكا إلى الجماهير وخاطبها: أيها الناس، ألا تريدون أن تسمعوا قصة تجنيدي للمخابرات. هذه قصة سأرويها للتاريخ، وهي اعتراف صريح مني, أقوله على رؤوس الأشهاد. فهل أحدا من الزعماء قبلي, قدم اعترافا صريحا بجرائمه؟ إنني أعلن من هذه المنصة أنني سأقبل حكم الجماهير, لكن دعوني اكمل حكايتي.
هتف الناس: أكمل, أكمل. وإن شاء الله, سنجلسك على الخازوق.
قال حنكشتيكا: وأما بعد، فقد جاء السعد، وحل المجد، والحمد كل الحمد للحمار، الذي اخلص لي وأنقذني من نفسي، فلولاه لبقيت خنزيرا من طائفة الخنازير الخوارج، قوم ياجوج وماجوج، المؤمنين بأكاذيب الديمقراطية، والمولعين بإقامة ما يسمى الدولة المدنية، والعياذ بالله، والخارجين عن الأمة، المنكرين فضائل الأسد الأب والشبل عليها.
 أضاف حنكشتيكا: وأخيرا تكللت بالنجاح جهود الحمارالمرغوبة، ومحاولاته الدؤوبة ومساعيه المطلوبة المصحوبة بالنهيق والرفس والركل والشقل والتوسل والتصهصل(تقليد صوت الحصان) وتحريك الأذنين، والانبطاح أرضا، والتفعفل بالتراب والطين.  
اقنعني الحمار بأن الرئيس السوري الشبل الإبن الذي هو من ذاك الأسد الأب رجل شجاع أبي حر، يتصدى للخراب والفساد ويحارب الشر الذي نشرته عصابات الخنازير في مدن سوريا وقراها. تكتلت عصابات الجواسيس وتعاضدت جماعات المناحيس ضد الرئيس ونظامه خدمة للمصالح الإقليمية والأطماع الإمبريالية الأمريكية والأهداف الصهيونية الخبيثة.
 أي نعم، هكذا نهق الحمار، انتشر أفراد العصابات في شوارع درعا وأحياء بانياس وحمص وحماة، وحارات دمشق واعتلوا أسطحة المنازل، وتمترسوا في الأزقة والزوايا، وأعدوا الكمائن، وأطلقوا نيران رشاشاتهم الأوتوماتيكية على المواطنين الآمنين.
أي نعم قتلوا برصاصهم المواطنين الآمنين، قال الحمار وهز رأسه منددا ومستغربا، ونظر إلى حنكشتيكا، وانتظر منه ردا. لكن حنكشتيكا آثر الصمت، مهينا الحمار، الذي عنطز وقال: انت شو بتقول يا حنكشتيكا، ما صارت الحكاية واضحة متل الشمس، احكي ويكفيك زناخة وتبليا على رئيسنا، وتاج راسنا. عد إلى رشدك، وأعلن توبتك. والرئيس غفور.
قل معي أي نعم، الرئيس الغفور غير مسؤول عما يجري في البلد، والله عصابات الخنازير عملت العمايل. ما خلت إشي في البلد عدل إلا وعملته مايل، وقال الحمار: يلا يا حنكشتيكا قل وفضفض عما بداخلك، واكشف لي سرك، ينشرح صدرك، تحدث بصراحة عن علاقتك بالجواسيس المندسين، والعصابات المنحرفة وجماعات الخنازير. ابتعد عن الوقاحة واعترف، فماذا تقول يا حنكشتيكا؟ إحذر أن تكون واحدا منهم.
لم يرد حنكشتيكا. بل نظر إلى الحمار وكأنه لم يفهم ما يقول. انقطع لسانه. كان يفكر بأن الحكومة وجواسيسها وصلوا إلى عقر داره، وتسللوا إلى عقل حماره، وصار الحمار عميلا للرئيس، فتصرف مثل إبليس، والأفضل له أن لا ينطق ببنت شفة، خشية أن تسحبه بنت الشفة إلى جرف الهاوية، فسكت على مضض وأخفض الرأس وانتظر آخرتها.

0 comments:

Post a Comment