Pages

Wednesday, May 18, 2011

زناخات أبو زناخة الجزء 1



حكايات البطش في سوريا
الراوي: أبو زناخة
المؤلف: حنكشتيكا
القارىء والضحية: مواطن
أمنية المواطن: الحصول على شوال شعير وبعض البرسيم
جريمة المواطن: الصمت على جرائم حكم الطاغية الأسد الكبير وشبله الصغير
العقوبة: بقاء المواطن حمارا إلى أن يثور أو يموت
مستقبل المواطن: يرتبط بالثورة أو الخضوع، الثورة حياة والخضوع موت
تجربة المواطن: ينصح المواطن إخوانه المواطنين ألا يسيروا على درب الخوف
شعار الراوي: لا أحد أزنخ من أبي زناخة إلا أبو زناخة
حقوق الزناخة محفوظة للراوي والمؤلف والمواطن.
الإهداء: أهدي هذا الحكايات إلى أبي زناخة وذريته الذين لا يزالون يعيشون بين ظهرانينا، وإلى المواطنين الذين يعانون الأمرين من أفعال أبي زناخة.
المقدمة: مدير المخابرات السورية أبو زناخة يروي لـ حنكشتيكا حكايات مخزية عن زناخاته، وزناخة النظام السوري وجهاز مخابراته، ومؤامراته، حكايات ليست خيالية، بل هي مستقاة من الواقع المر في سوريا، أبو زناخة شخصية قذرة ارتكبت الكبائر في الوطن وخارجه.

 تتناول الحكاية الأولى كيف تم تجنيد حنكشتيكا للعمل في جهاز المخابرات العامة.

وصلت جموع الشعب إلى ساحة الأمويين في دمشق، قادمين من جميع أرجاء البلاد شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، وانضمت إليهم حشود من الدول المجاورة، للمشاركة في احتفالات النصر والتخلص من نير حكم الطاغية بشار الأسد، وشعر المواطنون السوريون بأن القيود التي وضعها النظام حول اعناقهم ردحا من الزمن قد فكت، وأن الأضطهاد الذي وقع عليهم قد زال.
ذاقوا طعم الحرية وأصبحوا أحرارا يستطيعون أن يعبروا عما يجيش بخواطرهم وعقولهم دون قيد أو رقابة. تحدث الخطباء وتبحبحوا وأسهبوا في القول والتفصيل، والطعن والضرب بجسد النظام البائد، الذي أصبح في خبر كان.
كان حنكشتيكا أحد هؤلاء الخطباء، أجال ببصره في الجموع المحتشدة أمامه، ثم تنحنح وقال: أنا حنكشتيكا، مواطن، تعرضت كبقية المواطنين لاضطهاد وظلم النظام، وذقت صنوف الحرمان، تلوعت وتعذبت وكنت عاطلا عن العمل، وقاومت وسجنت. ولما خرجت من المعتقل، اعتمدت في كسب قوتي على حمار، وتوطدت العلاقة بيني وبينه، فكنا نمضى سحابة يومنا معا، نعمل معا، ونأكل معا ونتجاذب أطراف الحديث. وكانت حياتنا صعبة، ولا نقدر إلا بشق الأنفس أن نكسب قوت يومنا.
واستمر الحال على ما هو عليه، إلى أن مل الحمار من العمل في سوق الخضار، وتطلع إلى عمل يريحه من حياة المشقة والعناء، فاتصل سرا بإبي زناخه وعرض عليه أن يعمل جاسوسا، فوافق أبو زناخه، وعينه بوظيفة مخبر برتبه عقيد للتجسس عليّ. وصار العقيد  يكتب التقارير عن أنشطتي ويرفعها لأبي زناخة الذي كان برتبة لواء.
سارت الأمور هكذا ردحا من الزمن، إلى أن طلب اللواء من العقيد أن يجندني للعمل في سلك المخابرات، وذلك لامتلاكي موهبة الكتابة، فبدأ الحمار يزن في رأسي ويجمل الأمر لي. ويضرب لي الأمثال عن جيراننا واصدقاءنا وأقربائنا الذين صاروا يعملون في سلك المخابرات والاستخبارات والأمن الرئاسي، وقوات أمن النظام، والمخابرات والقوات الخاصة والجيش السري، ومخبري الأحياء والشوارع وألأمن الخارجي، والإقليمي. فظننت أن جميع أفراد الشعب صاروا مجندين يعملون مع الحكومة ويتجسس بعضهم على بعض، فوافقت بعد تردد أصبح مواطنا صالحا كبقية المواطنين الجواسيس.  
وبعد أن وافقت على العمل معه في جهاز المخابرات أو بالأحرى أرغمت على ذلك، او اضطررت حتى أبقى مواطنا صالحا، وليس له سوابق في الدخول إلى السجون بتهمة التخابر مع جهات أجنبية. اصطحبني أبو زناخة إلى مكتبه، وقال لي: ستعمل على توثيق أقوالي، وتصنيفها وتبويبها، حسب الموضوع في إضبارات خاصة تحفظها في أرشيف المخابرات العامة, إذ لا نريد أن يضيع هذا التاريخ ويندثر من ذاكرة الشعب، فاستجبت لما دعاني إليه، فجلس يحدثني وأنا أكتب ما يقول.
قال أبو زناخة متحدثا عن الرئيس بشارالأسد: إن الشبل الأسد رئيس له خصائص، فهو لا يحب الدسائس، ولا ينظر إلى صغائر الأمور، تميز بحصافته، ورجاحة عقله، إنه رئيس متبصر يعلم ما تخفيه الصدور، فقد أخذ عن أبيه الحنكة والسياسة، ومهارة الفراسة، وكشف المؤامرات والمتآمرين قبل أن يتآمروا، وأتقن فن البطش بالخصوم والمناوئين، ولو كانوا من أقربائه، كأن يكون أحدهم شقيقه، أو صديقه.
نظر حنكشتيكا إلى الحشود، فرآهم يتثائبون، فهم لا يريدون سماع حديث عفا عليه الدهر عن رئيس لم يعد رئيسا، وأصبح رئيسا سابقا، وزُج به بالسجن، بتهمة الإثراء والكسب غير المشروع وإصدار الأوامر بإطلاق النار على المحتجين، وقد أثبتت الوقائع زيف الكلام عن النظام السابق، فهو نظام مؤسس على الأكاذيب والبطش. ولا يجيد غير لغة الكذب على الشعب والبطش بالخصوم. فلا الأسد الكبير كان أسدا، ولا ابنه كان شبلا، بل كانا كلبين، الأول كان كلبا كبيرا والثاني كلبا صغيرا، لما مات الكبير، ورث الصغير الحكم، وسار على نهجه، واعتمد على بعض رجاله، هكذا كانت الأمور تدار في تلك الأيام.

يتبع



0 comments:

Post a Comment