سعيد الغزالي-القدس المحتلة
التراشق الإعلامي الذي برز بين رموز حركة حماس في الداخل وقيادتها في الخارج قد يشير إلى بروز انشقاق, ما قد يؤثر على اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح. إذا أضفنا إلى ذلك البيان الذي صدر عن قائد قسامي, واللهجة القوية المستعملة في البيان, فإن الحديث عن انشقاق داخل الحركة يبقى في دائرة المعقول.
يبقى التشكيك في البيان واردا, ولكن الخلاف بين رموز الحركة في الداخل والخارج موجود منذ زمن طويل, وقد خرج إلى السطح بين الحين والآخر. وأبرز قطبي الخلاف هما رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل, وأحد مؤسسي الحركة, وقائدها البارز في الداخل محمود الزهار.
وشن بيان صادر عن قائد في كتائب عزالدين القسام لم يذكر اسمه هجوما عنيفا على قيادة حركة حماس, متهما إياها بالتواطؤ مع الأنظمة العربية, تأييدا لمحمود الزهار احد ابرز قيادي حركة حماس في الداخل, في خلافات حول الموقف تجاه المقاومة.
فهل هذا البيان مؤشر على انشقاق بين قيادة الخارج وقيادة الداخل في حركة حماس؟
يبدو أن لهجة البيان تشي بذلك.
فقد ذكر البيان الموقع من قبل "ابن القسام" الذي وزع في الانترنيت, على نطاق واسع, ووصلتنا نسخة منه: "إننا نقول أن المركز الرئيسي لحركة 'حماس' في الأرض المحتلة وثقلها الحقيقي فيها, والدماء تسيل فيها, والقيادة هنا أي في الأرض المحتلة وليست في الفيلات والقصور في المزة في الشام, وهذا موضوع تحت المراجعة حقيقةً. هذه تجربة مزّقت قيادة الحركة وإن كان الجزء المكمل في الخارج , وهذا موضوع تحت المراجعة حقيقةً".
ولا يتردد البيان في شن هجوم حاد على قيادة الحركة.
"نود أن نذكر موسى ابومرزوق كيف تم تركيبه على رأس المكتب السياسي عندما تم إرساله في طائره خاصة أمريكية إلى مطار عمان وأنت الذي يحمل الجنسية الأمريكية ويملك شركة كمبيوتر أنت وأبناء العشي بأمريكا, وكيف تم شراء بناية في خلدا ليتم جميع الاجتماعات مع الذين جعلوا منك قائدا, أنت ومحمد نزال مندوب المخابرات العربية في حركة حماس والموظف في سلطة المصادر الطبيعية إبراهيم غوشه الذي بكى في مطار عمان عندما أبعد إلى قطر ومن ثم قدم استرحام واستنكار لحركة حماس, وعزت الرشق الذي عمل في السعودية وتم تركيبه في الحركة ليقوم بكتابة التقارير والتجسس لأجهزة المخابرات العربية وخصوصا السورية وأسامة حمدان عميل المخابرات الإيرانية, أما خالد مشعل الذي جُعل منه رئيس المكتب السياسي وعمل له فيلم هوليودي في احد شوارع عمان وانه قد دخل في غيبوبة ومن ثم تم جلب الدواء له من إسرائيل, في تمثيلية لا تخفى على احد.
برزت الخلافات بصورة سافرة على السطح, إثر التصريحات التي أطلقها رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل خلال اتفاق توقيع المصالحة، في خصوص إعطاء مهلة للتفاوض مع إسرائيل. .
رد القيادي في حركة حماس محمود الزهار بقوله:"هذا الكلام لم نتفق عليه وفوجئنا به, لم يحدث تغير في موقف الحركة في ما يتعلق بقضية المقاومة كخيار أوحد, نحن لم نعط أبو مازن فرصة للتفاوض ولم نوافق على تفاوض ولم نشجعه عليه, بل على العكس أحرجناه في قضية التفاوض ليل نهار".
اضاف بأن تصريحات مشعل وموقفه"لا يمثل موقف الحركة الرسمي الذي يعتمد المقاومة برنامجا أساسيا وليس التفاوض".
واعتبر البيان ان موقف الزهار يمثل راي كل ابناء الحركة الحقيقيين القساميين.
وقال البيان: "هذا ما صرح به الدكتور المجاهد والد الشهداء القائد الرمز محمود الزهار, وهذا رأي الأخ المجاهد إسماعيل هنيه أبو العبد والشهداء المؤسسين الحقيقيين لحركة حماس ابتداء من القائد الرمز شيخنا الإمام احمد ياسين و الشهيد الدكتور المؤسس عبد العزيز الرنتيسي رحمه الله والشهيد القائد المؤسس الرمز صلاح شحادة والشهيد إسماعيل أبوشنب والشهيد القائد البطل سعيد صيام وكل شهداء القسام وعلى رأسهم الشهيد المهندس يحي عياش وجميع أسرى الحركة في سجون العدو وهذا رأي جميع الجرحى وهذا رأي الغالبية العظمى لأبناء شعبنا في الداخل والخارج".
إثر تصريحات الزهار, قال الناطق باسم حركة حماس عزت الرشق إن تصريحات الأخ الدكتور محمود الزهار خطأ، ولا تعبر عن موقف الحركة ومؤسساتها، وتمثل خرقا للتقاليد التنظيمية المعمول بها في الحركة، ولا يجوز أن تصدر عنه بحق رئيس الحركة وقائدها, وأضاف الرشق أن الدكتور محمود الزهار ليس مخولا بالتعليق على كلمة رئيس الحركة أو الاستدراك عليها، والمكتب السياسي هو الجهة الوحيدة المخولة بأية توضيحات أو استدراكات إن وجدت على تصريحات القيادة ".
وأيضا رد موسى أبو مرزوق أن تصريحات إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة حول مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بنلادن لا تعبر عن موقف الحركة.
ورد أسامه حمدان في صحيفة "الأخبار" اللبنانية, بقوله: إن الحديث الذي أدلى به الدكتور محمود الزهار يعبر عن موقف شخصي، وإن من يعبر عن مواقف الحركة وسياساتها هو رئيس المكتب السياسي للحركة وقائدها، والأخوة أعضاء قيادة الحركة، وما يعلنه الأخ رئيس المكتب السياسي هو تعبير دقيق عن مواقفها، ما لم يصدر المكتب السياسي للحركة استدراكاً أو توضيحاً، باعتباره الجهة الوحيدة المخولة في الحركة بإصدار التوضيحات لتصريحات ومواقف أعضاء قيادة الحركة ورموزها. وبناءً عليه، إن الحديث الذي أدلى به الأخ الدكتور محمود الزهار خروج عن الأعراف والقواعد التنظيمية التي انتهجتها حركة حماس، ومخالف لسياساتها المعتمدة.
وحذر البيان "كل من تسول له نفسه بالتطاول على رموزنا وكل من يحاول أن يسترضي الأمريكان والإسرائيليين سنكشفه بالوثائق".
0 comments:
Post a Comment