Pages

Thursday, June 9, 2011

شاهد من بانياس: أنا الخائن ابن الخائن



فيما يلي شهادة أحد معتقلي بانياس الذين أفرج عنهم مؤخرا، نرويها على لسانه كما سمعناها حرفيا:

بعد مداهمة الأمن والشبيحة والجيش لقرية المرقب، و أثناء مداهمتهم للبيوت، هربت إلى البرية واختبأت بين الأحراش كما فعل الكثير من أهالي القرية المذعورين من الإطلاق الكثيف للنار . لكنهم قاموا بتمشيط هذه الأراضي
 والبراري كلها وكانت أعدادهم هائلة وكانوا يطلقون النار بشكل عشوائي ، واستخدموا الأسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة. لقد قتلوا أثناء ذلك حتى الحيوانات التي رأوها في هذه الأراضي الجبلية.
كانوا يطلقون النار على الأشخاص العزل الهاربين والمختبئين بين الأحراش فوجدت انه من الأفضل أن أسلم نفسي لهم قبل ان يطلقوا النار علي.

  طبعا خرجت من مخبئي وسلمت نفسي، فقام جنديان بسلبي هاتفي الجوال ونقودي، طبعا مع الاهانة الشديدة وشتمي بعرضي. وأمروني بالانبطاح أرضا وقاموا بإطلاق النار علي وأصابوني بطلقة في الفخذ الأيمن والتي اخترقت العظم وطلقة في فخذي الأيسر، وتركوني أنزف بشدة في مكاني البعيد عن السكن وغير المأهول.

وبفضل الله ينتبه لي بعض الأهالي والصبية الذين هربوا كحالي فيتم إسعافي الى مشفى الجمعية الخيري، وطبعا هذا المشفى غير حكومي حيث بقيت هناك يومان حتى أتى الأمن واعتقلني وأنا بحاله سيئة. وكان معي عدة جرحى. وأغلقوا هذا المشفى الذي كان المشفى الوحيد الآمن الذي كان يتعالج به المتظاهرون ، واخذوني والجرحى الآخرين الى الملعب وبقيت هناك 24 ساعة لم يراعوا فيها إصابتي البليغة.

كنت أتعرض للضرب والاهانة مثلي مثل باقي الناس. وبعد تفاقم حالتي الصحية تم نقلي إلى المشفى الوطني في بانياس، وهناك لم أعامل كمريض بل كسجين في سجن من سجون هتلر النازية. بقيت العصابة على عيني ولم تكن ملائكة الرحمة في المشفى سوى ملائكة عذاب تزيد من مأساتي و معاناتي. فإحدى الممرضات، قامت بوضع القلم (اقصد قلم عادي وليس للعلاج) مكان إصابتي وأخذت بحركشة الجرح لتزيد من وجعي، وكانوا يقومون بكبس الجرح وإيلامه وقامت ملائكة العذاب بجلب أطفال ومراهقين قاموا بضربي واهانتي بدورهم وكانوا يسألوني من أنت؟ ليكون جوابي أنا الخائن فلان ابن فلان.. واذا لم أقل هذا يقومون بضربي على مكان اصابتي.

بقيت يومان على هذا الحال ومن ثم نقلوني الى مشفى الباسل في طرطوس وهناك عاملوني معاملة لا أقول معاملة مريض لكن معاملة أفضل بكثير من معاملة دكاترة وممرضات المشفى الوطني في بانياس، وبقيت هناك 8 ايام ، وبعد ذلك أخذت الى الأمن العسكري في طرطوس وأنا معصوب العينين ويداي مربوطة الى الخلف بحبسة بلاستيكة تأكل يدي. وهناك حقق معي بوحشية لم يراعوا فيها إصابتي ولم يجلبوا لي الدواء مع توسلي اليهم ، وبعد ذلك قاموا بتحميلنا كالدواب في بولمان وهو بالعادة يتسع ل50 راكب كحد أقصى وضعوا فيه حوالي 100 معتقل، وأخذونا الى دمشق، وطول الطريق ضرب واهانات وإذلال كل هذا والقيد والعصابات على اعيننا، الى فرع الامن العسكري. وهناك المزيد من التحقيقات والتعذيب النفسي والجسدي. ومن هناك الى فرع الشرطة العسكرية في القابون ومن القابون الى سجن البالوني في حمص ومن هناك تم اخلاء سبيلنا.

لقد رأيت بعض الشباب الناشطين والمعروفين بصدقهم يعذبون بطريقة وحشية أكثر من غيرهم .اثنان من هؤلاء الشباب كانوا قد قيدوا والبسوا قفص أو ما شابه في رؤوسهم وأوقفوهم في ممر وكانوا يجبرون الكل من معتقلين وغيرهم على ضربهم وركلهم بالذهاب والاياب.
موقع وطن


0 comments:

Post a Comment