Pages

Sunday, June 5, 2011

الزخم أقل ولكن الدلالات قوية



سعيد الغزالي- القدس المحتلة

أحيا الشعب الفلسطيني اليوم الأحد الذكرى الرابعة والرابعين لهزيمة عام 1967 التي احتلت فيها اسرائيل ما تبقى من الأرض الفلسطينية, وأراض عربية سورية ومصرية, بمسيرات الزحف نحو فلسطين من خارجها, والتظاهر في داخلها.

وفي هضبة الجولان, استعدت إسرائيل لمواجهة الزاحفين بحفر خندق على الحدود, والتمترس خلف ستائر ترابية وتصدت القوات الإسرائيلية لمئات المتظاهرين وأطلقت النيران عليهم وأصابت نحو 25 متظاهرا, وقتلت على الأقل فلسطينيين ومنعتهم من اجتياز الحدود.

في الجبهة اللبنانية, تصدى الجيش اللبناني للزاحفين الفلسطينيين واللبنانيين ومنعهم من الوصول إلى الحدود, وفي منطقة القدس, قامت قوات حرس الحدود بملاحقة متظاهرين في منطقة سلوان والطور, واعتقلت سبعة منهم، وفي قلندية, استخدمت اسرائيل قنابل الغاز المسيل للدموع، والمياه العادمة ذات الروائح الكريهة لتفريق المتظاهرين, وفي بيت حانون, لم يتجاوز عدد المتظاهرين بضعة عشرات بقوا بعيدين عن الحدود الفاصلة بين فلسطين وقطاع غزة.

رغم أن الزخم الزحف والتظاهر لم يكن بحجم ما جرى في الذكرى الثالثة والستين للنكبة, إلا أن ما جرى على الساحات, وخصوصا الساحة السورية يدل على أن هذا النوع من الاحتجاجات سيستمر, وسيتزايد في الجبهة السورية, لأن النظام السوري الذي يواجه ثورة شعبية عارمة لم يحاول أن يوقف زحف الفلسطينيين.

ولم تجري أي محاولة لعبور الحدود من الأردن أو من مصر. وكان تصرف الأمن اللبناني في منع المتظاهرين دليلا على أن النظام العربي لا يزال يقوم بدوره كحارس لأمن إسرائيل حتى من المظاهرات السلمية.

يمكن القول أن ما جرى يؤكد أن خيار المظاهرات السلمية المليونية لا يزال هو الخيار الأقوى والأكثر نجاعة في المستقبل, خصوصا بعد أن ينجلي غمام المرحلة الحالية, مرحلة الثورات العربية, وتبزغ شمس الأنظمة الديمقراطية، ويتمكن الفلسطينيون من إعادة تنظيم أنفسهم, وإعادة بناء هياكلهم القيادية, للاستمرار في مظاهراتهم السلمية من اجل انتزاع حقوقهم.



0 comments:

Post a Comment