سعيد الغزالي- القدس المحتلة
نهاية الفيلم المأساوي الطويل لم تعلن بعد, ولكن, تبدو أن الأمور تتجه نحو الحسم, والنهاية إيذان ببداية مضنية, ودخول إلى الدهليز المظلم, والمكوث فيه أطول مدة ممكنة, قبل الوصول إلى الضوء في نهاية النفق.
بداية النهاية يوم الجمعة, المتمثلة في محاولة اغتيال الرئيس علي عبدالله صالح بشن هجوم على مسجد القصر الرئاسي في صنعاء, استخدمت فيه تقنية عالية, حيث اطلقت قذيفة زودت بإحداثيات من جهات محلية, كما يقول الناطق باسم الرئيس الذي اتهم الولايات المتحدة بانها متورطة في محاولة الإغتيال.
عين في ليل السبت نائب الرئيس اليمني لإدارة شؤون البلاد, وفق الدستور.
في هذه المرحلة الانتقالية, ينشط جون برينان, كبير مساعدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب, ويتحدث مع نائب الرئيس عبدربه منصور هادي, بعد وصول علي عبدالله صالح إلى المملكة العربية السعودية إثر إصابته في هجوم استهدف القصر الرئاسي يوم الجمعة الماضي. انتقلت مهام الرئاسة في اليمن إلى النائب في منتصف ليل السبت, إثر مغادرة صالح إلى السعودية, على متن إحدى طائراتها. ورافقت طائرة يمنية كان على متننها 35 شخصا. أصيب صالح في رقبته ورأسه ووجهه, وذكرت الأنباء أنه أصيب أيضا بشظية قرب قلبه.
خرجت أعداد غفيرة من اليمنيين في العاصمة صنعاء صباح اليوم للتعبير عن فرحهم بالأنباء التي وردت عن وصول الرئيس صالح إلى السعودية للعلاج، وذلك بعد أن أعرب معارضو صالح عن اعتقادهم أنه لن يعود للبلاد من جديد لاسيما بعد سماع أنباء عن مغادرة عدد كبير من أقاربه.
السيناريوهات مفتوحة على خيارين: الأول وجود فراغ سياسي, واستمرار تدهور الأوضاع إلى حرب أهلية, والثاني التوصل إلى اتفاق يحفظ ماء الوجه لعلي عبدالله صالح ويترك بموجبه السلطة.
أصبحت البلاد مشلولة ومتوقفة خاصة بعد إصابة جميع من على رأس تلك السلطات كرئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس المجلس الاستشاري والأمين العام للحزب الحاكم.
وجهت في هذه الأثناء دعوات إلى من تبقى من أعضاء مجلس النواب اليمني والمجلس الاستشاري وأعضاء اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام والقيادات الأخرى في المؤتمر ومن تبقى من الوزراء وقادة الجيش والحرس الجمهوريإلى الانضمام للثورة السلمية في اليمن والانحياز للشعب.
ويسيطر تنظيم القاعدة منذ أكثر من اسبوع على مدينة زنجبار الجنوبية, ويقوم بنصب الكمائن للجيش اليمني وتمكن يوم السبت من قتل تسعة جنود في كمينين. برغم الإعلان عن قيام نائب الرئيس اليمني بإدارة شؤون البلاد إلا أن المصادر تشير إلى وجود نجل الرئيس أحمد قائد الحرس الجمهوري في القصر الرئاسي. ولم يذكر أي شيء عن الاجتماع الذي عقده نائب الرئيس مع أبناء وإخوة وأبناء اخوة الرئيس الذين يشغلون أرفع المناصب في المنظومة العسكرية والأمنية. ويستمر التلفزيون اليمني في بث الأغاني المؤيدة للرئيس.
ومن جهتهم، دعا "شباب الثورة السلمية" الى تشكيل لجان حماية للدفاع عن المنشآت العامة في وجه المخربين واللصوص. واطلقت هذه الدعوة بعد ان شهدت تعز، وهي من اكبر مدن اليمن، السبت عمليات نهب وسطو تكثفت بعد انسحاب قوات الامن من وسط المدينة.
0 comments:
Post a Comment