Pages

Sunday, June 5, 2011

قرابين بشرية من أجل فلسطين



القدس المحتلة- سعيد الغزالي

لا أكتب شعراً
لا أكتب نثراً أدبياً
بل أكتب بحروف من مداد دمائهم. 
أكتب صيحاتهم الأخيرة
أكتب كيف واجهوا الرصاص بصدورهم
كانوا يمشون باتجاه فلسطين
وبينهم وبينها, طريق النار والرصاص والدم
لكنهم مشوها
من أجلها
من أجل ليمونها وزيتونها وكرومها وبياراتها
من أجل جبلها وسهلها 
من أجل عبيرها
سالت دماؤهم اليوم.. 
الفلسطينيون, مرة أخرى, يحيون ذكرى أليمة, بتقديم قرابين كثيرة إلى فلسطين, وكأنه قدر عليهم أن يستمروا في تقديم القرابين, في ذكرى نكبتهم الثالثة والستين فقدوا خمسة عشر شهيدا, وفي ذكرى نكستهم الرابعة والأربعين, قتل الإسرائيلي ستة عشر فلسطينيا, وجرح أكثر من 270 آخر.

والذكرى ليست نكستهم بل هزيمة أنظمة عربية, انتصرت على شعوبها بالقمع، والفلسطينيون, كبقية الشعب العربي, يستعيدون الحياة من جديد. العرب يثورون على طغاتهم, وينزعونهم عن عروشهم, ويقدمون آلاف الشهداء والفلسطينيون يؤكدون حق عودتهم, بتقديم الشهداء.

إنها معركة الحرية, بشقيها: الحرية من قبضة المستبد, والحرية من  قبضة المحتل. وهذه هي البداية, والمسيرة طويلة.

المجموع في المناسبتين ثلاثون شهيدا حصيلة قنص الإسرائيلي للفلسطينيين, لأنهم يريدون العودة إلى ديارهم. هذه كتابة بالدم, لتكريس حق عودتهم إلى بلادهم التي شردوا منها, وهي كتابة لا يمحوها الزمن, بل يخلدها التاريخ والذاكرة ويجدد الإصرار على العودة.

لن يغفر الشعب الفلسطيني ما يفعله الاسرائيلي المستبد ضده, كما أن الشعب العربي في كل ارجاء الوطن العربي لن يغفر للحاكم العربي المستبد ما يفعله ضد شعبه.   

الشعب الفلسطيني لن يتوقف عن مسيرات الزحف, وسيزحف إلى فلسطين, بأعداد أكبر واكبر. هذه هي الرسالة التي يتركها الشهداء دائما, فلن يفهم الإسرائيلي, أن القمع والقتل لن يثني عزيمة الشعب, الذي لم ينسى ما فعله الإسرائيلي في عامي 1948, و1967. ولن ينس ما فعله في الذكرى الثالثة والستين للنكبة والذكرى الرابعة والأربعين للنكسة.



0 comments:

Post a Comment