وجهة نظر قد تستهوي من يطلع عليها، فيتفق مع صاحبها أو ينكرها ويختلف معه، ونحن نوردها، كما هي وبدون تعليق، لأن حنكشتيكا، يحب الاعتدال بالرأي، رغم أنه يشتط أحيانا، وقد يجوز في هذا العالم الذي أصبح فيه المعقول لا معقولا، أن يشتط المرء.
وهنا لا نملك إلا أن نرفع أيدينا إلى السماء، ويعلو صوتنا بالدعاء:
اللهم اجعلنا من القوم المشتطين.
اللهم احشرنا مع المتطرفين، الذين زهقوا الواقع والواقعيين.
قال المفكر الإسلامي محمد أسعد التميمي، وهو فلسطيني من مواليد مدينة الخليل، وابن مؤسس حركة الجهاد الإسلامي، خطيب المسجد الأقصى قبل عام 1967، متحدثا عن الإعلام العربي بأنه "إعلام الهتك والفتك والنخر والكذب والخداع والتسبيح بحمد الحاكم. ولا يوجد فيه إلا رأي واحد وهو رأي الحاكم, والتعبير هو فقط عن وجهة نظر الحاكم الطاغي الظالم, ومن يجرؤ على فتح فمه إلا عند طبيب الأسنان, فلسان حال هذا الإعلام البأس هو لسان حال فرعون".
ولكن التميمي يستثني قناة الجزيرة، ويقول بأنها خرقت السقوف وعلتها واجتازت جميع الخطوط الحمراء وفتحت جميع الملفات المسكوت عنها. وامتدح برنامج الإتجاه المعاكس في القناة، ووصفه بأنه "ثورة في الإعلام العربي". وأشاد بمقدم البرنامج فيصل القاسم وقال بأن اسلوبه استثنائي، غير مألوف، لكنه سحر الجماهيرالعربية. ورفض مقارنته بأحمد سعيد، المذيع المصري في إذاعة صوت العرب، قبل هزيمة عام 1967، أضاف التميمي أن الأخير أي سعيد "خدر وعي الجماهير وغيب فكرها وعقلها من خلال صناعة الأكاذيب والانتصارات والإنجازات الوهمية لفرغون الحاكم الطاغية الظالم".
وذكر أن الفرق بين سعيد والقاسم كالفرق بين الثرى والثريا. واشتط التميمي في مدح القاسم عندما قال إن "حجم الغضب الموجود في البرنامج هو الذي حرك الركود والسكون في الواقع العربي والمياه الساكنة وأيقظ وعي الشعوب العربية على حجم الخراب والدمار المتراكم في هذا الواقع وحرضها على النهوض لتنتفض عنها غبار التاريخ وذل الأيام وظلم".
0 comments:
Post a Comment