Pages

Thursday, May 5, 2011

الحاكم.....المفتي..... الهزوالدز....والثورة




حكايات حنكشتيكا الشعبية
حكاية رقم 33

سألت مفتيا: أيجوز اللز والدز في عصر الهز والمز؟
أجاب المفتي مستهجنا السؤال: استغفر الله، واعوذ بالله من هذا السؤال، الذي لا يسأله إلا شيطان. وسكت. ولكني ألححت عليه، لعلمي أنه شيخ من الملاهطة، ومفردها لاهط، وهي من فعل لهط يلهط لهطا. وبالعامية، تعني الذي يأكل الطعام لهطا، أي يبلعه بلعا دون أن يمضغه. ويقال لهط المال لهطا، أي كسب المال بالحلال أو بالحرام.
وبما أنني كنت بحاجة إلى فتوى شرعية، تمكنني من السيطرة على زوجتي، فأجعلها لينة طيعة في يدي، وكانت تعاندني في كل شيء.
قلت له: أدفع لك يا شيخ، أفتني، فأُكرمك.
عاد واعتدل في جلسته، واستعد للهط، وسألني مستفسرا: اللز والدز بين من ومن؟
قلت: بيني وبين زوجتي
قال المفتي، وقد انفرجت أساريره: طبعا، يجوز، هي زوجتك، وبينكما عقد نكاح، أليس كذلك؟
قلت: بلى.
قال: وطالما أنه لا يوجد أي مانع شرعي يمنعكما من اللز والدز، فلزا ودزا واستلزا.
سألت المفتي: أيجوز ذلك في الليل أم في النهار، طوال أيام السنة؟
قال المفتي: يجوز ليلا، كما يجوز نهارا، باستثناء أيام النهار في شهر رمضان المبارك، المهم أن تتطهر بعد كل مرة تفعلها، لتأدية الصلوات في أوقاتها.
سألت المفتي: إن كان ذلك الأمر جائز حدوثه بين الرجل وامرأته في أي وقت طوال أيام السنة باستثناء أيام النهار في شهر رمضان المبارك، فهل يجوز حدوثه بين الحاكم والشعب؟
أجاب المفتي: طبعا يجوز. وهل هناك شك في ذلك الأمر؟  طالما أنه لا يوجد أي مانع شرعي يمنع الحاكم، فلا غبار على ما يفعل ولا حرج ولا إثم.
سألت المفتي: وما هو المانع الشرعي الذي يمكن أن يمنع الحاكم من اللز والهز والدز؟
أجاب المفتي: غياب عقد القران الموثق بشاهدين، وحاكمنا مسلم، والشعب مسلم، والعقد بينهما موجود وموثق، وطاعة أولى الأمر للحاكم فرض وواجب.
سألت: وهذه الثورات تئز وتوز البلد وزا تكاد تحرقه، وتنادي برحيل الحاكم. أيجوز للشعب أن يفعل ذلك بحاكمه.
أجاب المفتي: لا يجوز عصيان اولي الأمر. هذا قول موثق.
سألت المفتي: هل يجوز للحاكم أن يفعل ما يشاء لإخماد العصيان؟
أجاب المفتي، باقتضاب: يجوز.
سألته ممعنا في إحراجه: أيجوز له اللز والدز حتى يجعل الشعب يلتز، فيهدأ باله.
أجاب المفتي: يجوز ولا تحرجني، وتفسر كلامي على أنه همز ولمز، وأخسر وظيفتي ويخرب بيتي يا عبد المعز. أقول يجوز وكفى.
عدت إلى بيتي، وأنا من شده فرحي أهتز طربا. تقدمت من زوجتي وكلمتها، وأخبرتها بحديثي مع المفتي، ثم غمزت بعيني، ففهمت مرادي. لكنها أشاحت بوجهها عني، وقالت: طز بك وبالمفتي.
فتعاركنا. أنا أصيح أنت حلالي، ويجوز إتيانك أينما شئت، وهي تصيح، لا يجوز، أنت ثقيل عليّ. والمرأة لا تحب الرجل الثقيل. وطالما أن البغض حل مكان الحب في قلبينا، فلا آتيك ولا تأتيني، أغرب عن وجهي. وبعد عراكنا الطزطزي، حاولت تهدئة الوضع، أعلنت استعدادي لوقف إطلاق الطز عليها، وطلبت منها أن توقف إطلاق طزها عليّ، فوافقت واشترطت أن يتوقف الهز والطز والدز واللز من الجانبين، وتعهدت بالإلتزام بألا أطزها أي لا أقول لها: طز وتعهدت أن لا تطزني، أي لا تقول لي: طز.
ولما توقفنا عن قول الطز، ردحا من الزمن، ازدادت لوعتنا، واكتشفنا أننا نحب بعضنا بعضا. فقلت لها: منذ أن ولدتني امي في الطز، وكبرت وترعرعت، تصادف حظي الطزي فالتقيت بك، ومنذ ذلك الوقت، وقلبي يشتعل طزا.
أجابت: يا طز، إن قلبي بحبك يهتز ويرتز. والنار فيه تشب وتئز.
 قلت لها: قُربي منك يلز، وأحيانا أقز. فأبتعد عنك، فتقولين لي: طز
قالت: خساك الله يا طز. والله ما خفق القلب لك ولا نز إلا بالطز، ابتعد عني وإياك من اللز والدز والهز والمز.
قلت: اللذة في الدز
قالت: واللات والعزى، إن اقتربت مني سأفز. رائحتك بالخمر تفوح، كرائحة المعز. لن ترى وجهي بعد اليوم يا خزاك الله يا عبد المعز.
قلت: قسما بحبنا الذي احرق الحشا، ما رأيك أن نتصافي ونعود إلى زمن العز.
قالت: والثمن؟ لا شيء ببلاش إلا العمى والطراش.
قلت: وزة من الوز. بيضاء سمينة منها الدهن ينز، نأكلها ونمز، ونشرب من ذاك الشراب الذي تخبئيته، فيعود حبنا يوز. وعلى جسمك المترحرح أترحرح وأغز
قالت: خساك الله، إياك أن تقترب مني.
قلت: وإن لبست هدوم القز، وفعلتها بكل عز.
قالت: أصيح بأعلى صوتي. اللز والدز حرام عليك ولو لبست هدوم القز.
قلت لها: أكون عبدك يا طز. فاسمحي لي أن أغز
فافتر ثغرها، وابتسمت ثم افترشت الأرض، وتزندحت على ظهرها، وقالت: هيت لك يا طز.
أعلن الحاكم أن الشعب عاد إلى رشده، وشكر المفتي على جهده.
ولما ثقلت عليها بجسمي، وأكثرت من الهز والدز، كرهتني.
 ذهبتُ إلى المفتي مرة أخرى وسألته: أيجوز......؟
فقال يجوز.....



0 comments:

Post a Comment