سعيد الغزالي- القدس المحتلة
الأخ الرئيس القائد أبو مازن
أتحدث إليك بكل صراحة، باعتبارك رئيسا للشعب الفلسطيني, واقبلها من حنكشيتكا، رفيق الحمار, انا لا اشك في إخلاصك وصدق مشاعرك العاطفية الوطنية الفلسطينية, وهي مسألة ليست موضع نقاش, فأنت لاجىء ولا يجوز لمن هو غير لاجيء أن يزاود على اللاجىء, فكيف إن كان ذلك اللاجىء مسؤولا ورئيسا منتخبا.لا أقول جديدا إن قلت إن حق العودة, هو حق مرتبط بقدرة الفلسطينيين بدعم العرب على تحرير فلسطين, وهذه القدرة لا علاقة لها بالحشد العسكري, حاليا, ولكنها مرتبطة في هذه المرحلة بالوحدة وقوة الإرادة والتمتين الذاتي.
سيادة الرئيس، لا أريد أن أسرد عليك تاريخ التضحيات, ولا أرغب بأن أعرض عليك المعاناة وصور الشهداء والأسرى والجرحى وآخرهم ما قدمه هذا الشعب من دماء غزيرة في الذكرى الثالثة والستين للنكبة, عندما اندفع الفلسطينيون نحو حدود فلسطين. أنت تعلم بكل التفاصيل لأنك عشتها، ولكني أريد أن أقول أن هذا الاندفاع الشعبي نحو حدود فلسطين يؤكد أن الوطنية الفلسطينية هي بركان يزداد استعارا مع كل جيل فلسطيني جديد.
اخترق الشعب الفلسطيني كل الشرعيات المزيفة، شرعيات القرارات الدولية المعترفة بإسرائيل, وشرعيات الاتفاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل، وشرعية اتفاق اوسلو وجميع الإتفاقات التي وقعتموها مع إسرائيل. هناك شرعية واحدة فقط: وهي إرادة النضال من أجل استرداد الحق.
هذه حقيقة جديدة يا سيادة الرئيس، وقد ظهرت بكل وضوح في هذا الزحف الفلسطيني نحو حدود فلسطين. وقد زلزلت هذه الحقيقة وجودهم وشرعية دولتهم, آن الأوان لنراها ونفهمها, كما فهمها هذا الجيل الفلسطيني الشاب. الشعب الذي اقتحم الحدود لا يعترف بالنتائج الناجمة عن النكبة عام 1948, أو النكسة عام, 1967, ولا بقرار 242 أو 338. الشعب يعود إلى الجذور, ولا يريد أن يساوم عليها, وبالتالي, الشعب أسقط كل الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل.
الصورة واضحة تماما, ليس للشعب الفلسطيني فقط, بل لك أيضا, ولكل الأنظمة العربية, وهي أن الفلسطينيين لم يسقطوا حقهم في النضال من أجل التحرر القومي والاستقلال. الشعب أسقط الدولة المنزوعة من السلاح والتي لا تهدد الأمن الاستراتيجي لإسرائيل.
0 comments:
Post a Comment