سعيد الغزالي-القد س المحتلة
أسقطت الثورات العربية هذه القوى الثلاثة، بل هذه الأفاعي السامة، وقد لا نلمس النتيجة الآن، ولكن من المؤكد أن الشعب العربي وشعوب العالم سيلمسونها في زمن قادم. المهم، في هذا الزمن، أن تستمر الثورات العربية، وأن لا تدع للغرب الاستعماري، ولا للإستبداد العنصري ، ولا للتطرف الأصولي أن يمسك زمام المبادرة، ويقود العالم إلى جحيم الحروب والأزمات والآفات.
بغض النظر عن الجدل الدائر حول صدقية الخبر الذي نشر في الثاني من أيار عن مقتل اسامة بن لادن، يرى حنكشتيكا أن هناك ضرورة تحفزه للتنويه بأن هذا الخبر، ولو كان غير صحيح أو صحيح، إلا أنه يشير إلى الرغبة بإسدال الستار على الحرب المسماة "الحرب ضد الإرهاب" التي دامت أكثر من عشر سنوات.
وهذه الرغبة لم تأت من فراغ، بل كانت نتيجة من نتائج الثورات العربية. لقد عبر الشعب العربي عن رغبته بالعيش في الحرية والكرامة التي حرم منها لعقود. ونجم عن هذه الموجات من الإحتجاجات تغير كبير في المنطقة، فالأنظمة الاستبدادية تسير في طريقها إلى الزوال، ومعها أي فكر مغلق على نفسه، سواء كان ذلك الفكر يسمى فكرا إسلاميا متحجرا، أم فكرا رأسماليا إستغلاليا احتكاريا.
أقول بكل الثقة إن الثوارت العربية قد أطاحت بالفكر الذي يمثله اسامة بن لادن، وبالرأسمالية العالمية الإحتكارية العنصرية التي تحالفت مع الاستبداد والتطرف والأصولية. هذه هي الحقيقة الناصعة، ولكن إدراكها يحتاج إلى زمن طويل، ويحتاج إلى جهد عظيم ومثابرة على محاربة أنظمة الاستبداد، بأشكالها وأنواعها العديدة، منها الغربي العنصري، ومنها الإسرائيلي العنصري، ومنها العربي الاستبدادي الأصولي.
لن يكون هناك حدودا لانجازات الثورات العربية وسيكون أثرها طويلا على مسيرة الحضارة الإنسانية. ومن لم يصدق هذا التفاؤل، لينتظر، وسيرى ويسمع.
0 comments:
Post a Comment