Pages

Saturday, July 9, 2011

من المسؤول عن انفصال جنوب السودان عن شماله؟







قبل أيام قرأت مقالة كتبها شخص يدعى جمال شايب, أحد الكتاب السودانيين, كما يظهر ذلك في المقال, وكان يعلق على انفصال جنوب السودان عن شماله, الذي أعجبني في المقال, هو معارضته لهذا الانفصال, دون استخدام اللغة البغيضة, اللغة التي تتهم القوى الأجنبية, بالوقوف وراء هذا الأنفصال, دون أن تلقي أي مسؤولية على العامل المحلي, والمقصود هنا حكومة البشير ونظامه العبثي- القمعي في حدوث الانفصال.  هذا العامل الرئيس هو الذي شجع الغرب على اللعب بالشئون الداخلية للسودان, وتنفيذ خطة الانفصال.

يصف الكاتب الطغمة الحاكمة في السودان بأنها استعمار داخلي, وهو محق في ذلك, بل ربما تكون أسوأ من الاستعمار, فهي طغمة تخطف البلد بخيراتها وثرواتها ولا تقدم لشعبها شيئا, وإن طالبها الشعب بالإصلاحات, تناور وتراوغ وتقمع وتزج المطالبين بالسجون. وهذا هو حال النظام العربي الاستبدادي, المسؤول عن كل نكبات الامة العربية, وتشرذمها وانقساماتها, ونزاعاتها الداخلية.  

يتحدث الكاتب عن الانفصال ويصفه بأنه "فصل جديد من فصول البؤس الحزين لشعب رجل افريقيا المريض وهوالاسم المفضل للسودان منذ انتهاء الاستعمارالخارجي والذي هو ليس بأسوأ حال من الاستعمار الداخلي الحالي وسميت بذلك الاسم لأن السودان بلد غني بموارده الطبيعيه من مياه واراضي زراعيه خصبه ومعادن وبالاضافه لاحتضانه اطول نهر افريقي, وغني بالموارد البشريه بالتعدد الاثني القبلي والثقافي فبذلك هو مؤهل لان يكون سلة غذاء العالم فاستحق لقب رجل افريقيا ولكن اضيف كلمة المريض نسبة لما تعانيه من مشاكل داخليه وحروب المركز والهامش والتي ادت الي الفقر والمرض والجوع."

إن الكاتب يوحي بأن المأساة والبؤس سيتبعه بؤس آخر. فما هو هذا البؤس الآخر المتوقع حدوثه؟

كاتب سوداني آخر هو الطيب رحمة قريمان يشير إلى ذلك البؤس المتوقع وهو انفصال كردفان ودارفور في غرب السودان عن السودان, اسوة بما حدث في الجنوب. يقول الطيب رحمة قريمان: كان في الماضي مجرد الحديث عن نيل الحقوق الأولية يعد خروجا عن القانون وجريمة كبرى وخيانة لدولة السودان وأما  من نادى من أهل الجنوب بالانفصال رمى بشر التهم  وأقبح الألفاظ, وقبض عليه وأزهقت روحه وأرغم على دخول الجنة في وضح النهار".

ويضيف: في تقديري إن انفصال غرب السودان صار امرأ ممكنا و تنفيذه من السهولة واليسر بمكان, خاصة, ان أهل غرب السودان تفرض عليهم حكومة الخرطوم سياسات أفظع و أبشع  من تلك التي تمارس ضد أهل الجنوب و الشواهد والأمثلة كثيرة على ما تفعله حكومة الخرطوم بأهل الغرب و يكفى في هذا الصدد مثالان , أولها اعتراف البشير في العلن بقتل مائة ألف من شعب دارفور, وهذا سبب كافي جدا ومقنع لأن يثور أهل غرب السودان في وجه الخرطوم , وأما المثال الثاني هو دعوة الرئيس البشير إلى  تطهير جنوب كردفان, وهي دعوة أراد البشير بها  القضاء على عبد العزيز الحلو والتي تعنى بالضرورة القتل و الإبادة و كان  مراد البشير واضحا  لكل من استمع إلى حديثه عن خلفية الحرب التي يشنها المجرم أحمد محمد هارون في المنطقة".
في بلاد الاستبداد العربية, لا يحاسب المسؤولون على ما يقترفونه من أخطاء ترقى إلى مرتبة الجرائم, بل يرتكبون الجريمة, ويتبعونها بأخرى, غير آبهين بتردي أحوال الشعب, وتقسيم البلد, وتهديد وحدتها واستقرارها وأمنها ورفاهها. إنهم يجثمون على صدر البلد, ولا يحلون عنه حتى يخنقوه.
  كانت الصورة في ذهن الشايب مثالية, فكان يتصور أن التنوع الثقافي والاجتماعي والعرقي هو شيء مميز وإيجابي في السودان, لو كان النظام ديمقراطيا, تعدديا, يقبل بالتنوع كجزء من مكونات الدولة السودانية. ولكن النظام, ومنذ ما سمي بثورة البشير الانقاذية عام 1989, مارس كل أنواع الاقصاء للآخرين, تماما كما فعل المستعمرون, وقضى على تطلعات أقليات الهامش وآمالهم, وحاز على الثروة ومنعها عنهم, وحول الدولة إلى اقطاعية تملكها زمرته ونظامه الفاسد, المسنود بأحزاب ديناصورية.  

يضيف الكاتب إن الجنوب عنصر اساسي من مكونات الدوله السودانيه وبشهادة التاريخ التي سطرها ابناء الجنوب لمقاومة الاستعمار الخارجي امثال علي عبدالطيف وعبدالفضيل الماظ والاخرون بالاضافه الي ذلك اننا لم ندرس تاريخ دخول الجنوبيين الي السودان لان الجنوبيين مواطنون اصيلون ولكن ما هو معروف والتي تم تغييره حديثا الي (دخول الناس الي السودان) بعد ان ادركوا مؤخرا انها لا تتوافق مع الواقع الملموس , نعم وبكل حق تحيه لشعب الجنوب بتقرير مصيرهم بقرار شجاع وتحيه لهم ان اختاروا الوحده مره ثانيه فالعنوان المفترض هو ليست انفصال جنوب السودان حتي لا نتهم الجنوبيين بانهم انفصاليون زورا ولكن العنوان الحقيقي هو فصل جنوب السودان بفعل فاعل وهي جريمه اشتركت فيها كل الحكومات في التخطيط وتم تنفيذها بالامتياز بتطابق الركن المادي مع المعنوي بايدي المؤتمرجيه نعم فصل الجنوب لأن اتفاقية نيفاشا اشترط تطبيق الاتفاقيه واعادة بناء ما دمرته الحرب وتعويض الخسائر حتي تكون خيار الوحده جاذبه لشعب الجنوب وهي ما لم يفعله النظام بالاضافه الي التصريحات العنصريه لبعض افراد النظام ليردفوا افعالهم باقوالهم وحيث قال بعضهم بان العاصمه اصبحت مغطي بالحزام الاسود ويجب ازالته والمقصود هنا سكان الاحياء الطرفيه للعاصمه الذين نزحوا الي العاصمه وهم اغلبيتهم من الجنوب والغرب وكما طالب بعضهم باستبدال شجرة النيم بشجرة النخيل حتي تتوافق لان تكون عاصمة الثقافه العربيه دون اي احترام 
لبقية الثقافات السودانية.

سعيد الغزالي -القدس المحتلة

0 comments:

Post a Comment